كتاب وشعراء

و أخيراً….بقلم حنان عبد اللطيف

و أخيراً
طويت أيام العزلة
تحت إبط القصيدة
كسرات جرار النأي عن نفسي
و خرجت مني لعلّي أبلغ الأسباب هناك
قادتني أقدام الوقت المشبع باللزوجة
إلى البحر
و جدته في مكانه في أيسر العمر
لم يغادر المدينة
يضيق و يتسع كالفرح
ولم يكترث لمواجع الفقد
دنوت منه كعاشقة
انتهت للتو من حزنها الأبدي
و لململت ما تبقى عالقاً مني
هنا و هناك على الخاصرة و النحر
شيء ما تسرّب من ذاكرتي
و وقف على كتف القصيدة
شعور مبهم باللا انتماء
باللاوعي
يشدني من نفسي
و يدفعني إلى الأمس البعيد
صهيل الذاكرة
يبدد وعي المكان إلى احتضار أزلي
قهوة بحرية بنكهة الشِعر
سيدة غارقة بالحُسن تلامس الصباح بأنوثتها
رجل استبد به التعب فداهمه الغياب على عجل
أشرعة مغادرة
و أضواء لا حدود لها
أين هم ؟!
آه يابحر
بالكاد عرفتني
أصبحت أكبر من امتدادك
وأعمق من عمقكَ فلماذا أنكرتني ؟!
مشيت من جديد على الوعد
رمال
و هموم
و نوارس مسافرة
تنز من الجرح
أطلقت كل السفن الراسية في صدري
ونقشت على الماء عنوان مدينتي
/ فثقوا بالشِعر يا سكان قصيدتي /

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى