سيد كراويه يكتب :التصريحات المتغطرسة ل”توم باراك “

قرأت عن التصريحات المتغطرسة ل”توم باراك ” المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط والذى يبدو منها أنه لايعطى للمنطقة أى تقدير ولايعترف بشرعيتها أساسا ، وفى الحقيقة أريد فقط أن يرى السيد باراك سلوك دولته العظمى الشرعية والتى عينت نفسها شرطيا للعالم . كانت هناك اضطرابات فى الشرق الأوسط تنذر بمخاطر وأحداث جسام بين العراق/ صدام ، ودول خليجية نفطية ، التقت السفيرة الأمريكية “جاسبى ” بالرئيس صدام لن نبرئ أحد ، فالحديث الذى قام بنشره الصحفى سالينجر مسربا عن العراق كان فيه على لسان صدام تقديم رشوة للأمريكان بأنه مقابل سيطرته على البترول سيثبت أسعاره ( فى وقت كان هناك أزمة طاقة فى العالم وأمريكا اساسا ) ، والنص الموجود فى المكتبة الرئاسية ومتحف جورج بوش الأب عن رسالة جاسبى لبوش عما أخبرت به صدام فى اجتماعهما يوم 25 يوليو 1990 : ” ليس لدينا أي رأي حول الصراعات العربية العربية مثل نزاعك مع الكويت”. وجهني الوزير بيكر إلى التأكيد على التعليمات التي أعطيت لأول مرة للعراق في الستينيات من القرن الماضي بأن قضية الكويت ليست مرتبطة بأمريكا.» . بعد أسبوع فى 2 أغسطس 1990 اقتحم صدام الكويت ، ودعنا بعيدا عن السخونة السياسية والعسكرية ، بالطبع اشتعلت حرارة أزمة الطاقة ، وتم تشكيل لجان وزارية ، ونيابية لمواجهة الأزمة ، منهم لقاءات واستجوابات من الكونجرس والشيوخ لوزيرى الطاقة والخارجية ، وكانت التصريحات الرسمية من الوزراء ، أننا نعتبر أى تغيير فى أوضاع السيطرة على مواضع البترول بمثابة اعلان حرب ، وبوضوح أنهم يعتبرون هناك 3 دول كبرى ( السعودية والعراق وإيران ) لديهم أطماع ضد الدول الصغرى فى المنطقة ( الكويت وقطر والإمارات … ) وأن الأمريكان لديهم معاهدات سرية مع هذه الدول الصغيرة لأنها هى التى توازن الأسعار العالمية للطاقة ، وتحت ضغوط السينيت تم الكشف عن المعاهدة بين أمريكا والكويت من السبعينات بالحماية والدفاع عن الكويت فى حالة تعرضها لأى عدوان من دول مجاورة . السؤال هل سلوك دولة بدبلوماسييها باستدراج دولة لحرب – بغض النظر عن مسئوليات الدول الأخرى – وإعلان أن لاشأن لها ، ثم التعبئة وإعلان الحرب واستخدام قوة وحشية لاقبل لأحد بها وليست بالضرورة لامفر منها ، هل الخداع ، والتآمر سلوك يليق ب” دولة ” أم عصابة لصوص ، وهل توريط الدول والشعوب فى حروب وخسائر وتدمير وضحايا ودماء سلوك دول أم سلوك قطاع طرق ، سياسة تحالف وحماية مصالحكم فى توازن أسعار الطاقة يستدعى شن الحرب ضد الدول الجارة ، ولكن شن الغارات وتدمير المبانى واغتيال السياسيين حتى لو كان فى بلد حليف ولكم فيها قواعد لايستدعى حتى ولو كلمة غضب ، بل إعلان وقح بالتفهم .. قبل النظر وتقييم أوضاع وشرعيات كيانات سياسية أنظر الى القشة التى فى عينيك لترى هل لغطرستك أسم آخر غير الوقاحة ؟!