أخبار عالميه

هكذا تعمل قوة عظمى ضد الدولة العبرية.. الصين قادرة على شل إسرائيل

تسيطر على ميناء حيفا، تعمل ضد إسرائيل وتساعد إيران، وتصعد خطابها المؤيد للفلسطينيين.. هكذا لخص تقرير أوردته صحيفة يديعوت أحرنوت حول تنامي قدرة الصين على “شل” إسرائيل.
“إسرائيل يجب أن تستيقظ”، يحذر أحد مؤسسي منظومة السايبر في الشاباك والخبير في الشأن الصيني. ويقول “لقد حان الوقت لوضع حدود”.

ويقول التقرير أنه خلال السنوات الأخيرة أصبحت الصين أحد اللاعبين المركزيين في الساحة الدولية، مع نفوذ متزايد في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والأمن. لكن علاقاتها مع إسرائيل تبدو مركبة ومقلقة. وحتى وقت قريب، فضّلت إسرائيل إبقاء هذه القضايا تحت الرادار، إلا أن هجوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخير على بكين واتهامها بأنها تدير “معركة وعي” ضد إسرائيل، كشف عن التوتر القائم بين الطرفين.

ويشير التقرير إلى أن إسرائيل سمحت للصين خلال العقد الأخير باكتساب حصص وحقوق تشغيل في بنى تحتية حيوية وحساسة، من دون رقابة كافية، وبالرغم من تحذيرات أمنية واحتجاجات أمريكية. هذه هي الآلية التي تتبعها بكين في عدة دول حول العالم، ومن خلالها نجحت أيضا في الحصول على موطئ قدم مهم داخل إسرائيل.

تاريخياً، لم تكن الصين داعماً قوياً للموقف الإسرائيلي في الصراع مع الفلسطينيين، لكن منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 والحرب في غزة، شددت مواقفها وأبدت دعماً أكبر لإيران، بل ونشرت دعاية معادية لإسرائيل، بحسب “يديعوت أحرنوت”.
السيطرة الصينية على ميناء حيفا ومنظومات حساسة

يشير الدكتور هارئيل مناشري، مؤسس منظومة السايبر في الشاباك سابقا والخبير في الشأن الصيني، إلى أن هناك أماكن لا ينبغي أن تضع فيها قوة أجنبية ذات مصالح معاكسة يدها، مثل البنى التحتية الوطنية الحيوية، لأنها قد تشل عملها وقت الحاجة أو تستغلها لجمع المعلومات.

مثال بارز ميناء الخليج في حيفا، الذي تديره شركة صينية حكومية (SIPG). خبراء عسكريون وأمنيون إسرائيليون حذروا منذ سنوات من خطورة هذا الوجود، باعتباره تهديداً استراتيجياً قد يعرّض أمن إسرائيل للخطر.

إضافة إلى ذلك، هناك كاميرات من شركات صينية مدرجة على “القائمة السوداء” الأمريكية تعمل ضمن نظام المراقبة الشرطية “عين الصقر”، كما أن الصين شريكة في بناء وتشغيل القطار الخفيف في تل أبيب. وهناك تحذيرات قادة أمنيين كبار – وبينهم رؤساء سابقون للشاباك، الاستخبارات العسكرية والموساد – بشأن الخطر الأمني للتوسع الصيني في إسرائيل، لم تلقَ استجابة تُذكر.

التحذيرات تركز على ثلاثة أبعاد:

خطر شلّ البنى التحتية خلال أزمة كبرى (مثل مواجهة محتملة بشأن تايوان).

خطر التجسس وجمع المعلومات عبر هذه المشاريع.

زيادة التوتر مع الولايات المتحدة، التي هددت بعدم رسو سفنها في حيفا بسبب وجود الميناء الصيني.

تشديد الموقف ضد إسرائيل والعلاقة مع إيران

منذ بداية حرب “سيوف الحديد”، صعّدت الصين خطابها ضد إسرائيل: دعمت “حق العودة” للفلسطينيين، ومنعت صدور قرار في مجلس الأمن ضد حماس، وعملت بنشاط في الأمم المتحدة لصالح الفلسطينيين. وزير خارجيتها وصف عمليات الجيش الإسرائيلي بأنها “عقاب جماعي” و”تهجير بالقوة”، ودعا لعضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.

هناك تحقيقات صحفية أمريكية كشفت أن الصين، إلى جانب روسيا وإيران، تدير حملات دعاية مؤيدة لحماس، تشمل خطاباً معادياً لإسرائيل والولايات المتحدة. كما تراجع حجم الصادرات الإسرائيلية إلى الصين بنسبة 28% في النصف الأول من 2025.

الصين تعزز شراكتها مع إيران:

في 2021 وقعت معها اتفاق تعاون عسكري–اقتصادي رغم العقوبات.

في 2023 استوردت 91% من النفط الإيراني، وضخت نحو 9 مليارات دولار لاقتصاد طهران.

في 2025 أجرت مناورات بحرية مشتركة مع إيران وروسيا.

الجيش الإسرائيلي عثر في غزة على أسلحة صينية بيد حماس.

الاختراق الأكاديمي والتكنولوجي

الصين تنشط أيضاً في الجامعات عبر “معاهد كونفوشيوس” التي تُتهم بأنها أدوات نفوذ ودعاية، إضافة إلى تجنيد علماء ومهندسين إسرائيليين. تقارير بحثية سابقة أكدت أن آلاف العلماء العسكريين الصينيين تلقوا تدريباً في الغرب، وبعضهم في إسرائيل.

كما عقد “التقنيون” شراكة مع الملياردير الصيني لي كا-شينغ لإقامة فرع له في الصين مقابل تبرعات ضخمة، ما منح الصينيين وصولاً إلى الملكية الفكرية الإسرائيلية.

على الصعيد التكنولوجي، الصين متهمة بزرع “أبواب خلفية” في منتجات شركات مثل “هواوي” و”ZTE”، وتفرض قوانين تلزم بالكشف عن الشيفرات المصدرية، ما يثير مخاوف استخباراتية.
ما الذي تريده الصين من إسرائيل؟

الأهداف صريحة:

إضعاف النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.

كسب دعم العالم الإسلامي عبر تبني خطاب مؤيد للفلسطينيين.

الحصول على التكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة.

تعزيز السيطرة الاستراتيجية عبر الاستثمار في البنى التحتية.

استخدام إسرائيل كمعبر استراتيجي نحو المتوسط وكجسر بديل لقناة السويس.

الصين بحاجة إلى الطاقة من الخليج، والتكنولوجيا من إسرائيل. لتحقيق ذلك، تشتري شركات ومشاريع استراتيجية: ميناء الخليج في حيفا (امتياز 25 عاماً)، ميناء أشدود الجديد، مشاريع قطارات وأنفاق، وحتى شركات غذاء مثل “تنوفا”.
دعوة للتحرك

الدكتور مناشري يدعو إلى:

تشديد الرقابة على الاستثمارات الصينية.

وقف دخولها إلى البنى التحتية الحيوية.

تعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة.

ويختم بالقول: “إسرائيل يجب أن تستيقظ قبل فوات الأوان. الصين تسعى إلى النفوذ، لكن الثمن سيكون أمن إسرائيل. لقد حان الوقت لوضع حدود”.

المصدر: يديعوت أحرنوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى