العطش الممتد …بقلم عامر المطيري
صحراء العرب ممتدة بالحنين،
وأعلامها محروقة،
وعلى أطلالها ينام الغبار،
لا قافلة تصغي إلى صوتي،
والظمأ يسكن العيون،
ويلاحقه سراب الحكايا.
هنا لا فجر ولا نجوى،
وهنا ثعالب وثكنات مهجورة.
تعالي إليَّ، يا ابنة الغيم،
فقلبي ينبض بالعطش،
ويأوي الضائعين
بأسمائك القديمة.
بذكرك الممتد بين الخرائب،
يكتب على الرمال قصورًا وهزائم،
وبأطفالك ينسجون تاريخًا مفقودًا،
وعلى الشواطئ يترقبون سفن السلام
التي لا تعود.
بجذورك يمتد الظل،
لسانه مر،
وبنخيلك يتقطر الصمت،
وعلى أغصانه ينام الغريب.
بسمائك
تطرزها دماء السنين،
وفي مقابرنا لا يهدأ صليلها،
ومن دموعها ينسج الصمت حكاياته.
بأذقتك
تتناثر بقايا الخيول،
وبأصواتك
ينبعث رماد العصور،
وبأبنائك
يحملون في العراء دفاترهم،
فتكسّرها الرياح،
ويذيبها الغياب.
تعالي إليَّ،
بنسائك وهن ينسجن
بين الفقد والفواجع
قميص الأماني.
تعالي إليَّ،
فقلقي طيور بمخالب
تعارك في دمائي.
صحراء العرب ممتدة بالحنين،
ونوافذها مغلقة.
