كتاب وشعراء

على تخوم الذاكرة…بقلم علي بوڤرة

لا تعزي النفس في من لا عزاء لهم

وأنت في أعماق الذهول الى غاية الإحتراق

تنفس بعمق فكل الذين قابلتهم مرو على هامش التاريخ

ولم يبقى بين سطور القصيدة غير بعض الرفاق

مازالو يذكرون ملامح الحروف

وينسجون بخيوط العنكبوت ملحمة الوفاء

شاحب وچه الحقيقة

تتسلل الشمس وراء الضباب تتلمس الأعذار

أخلفت وعدها وتخلفت عن موعدها هذا الصباح

وهذا الفتى يكتب قصيدته الأخيرة

عبثا ينتظر صديقة أو حبيبة لن تأتي

تركته يمسك بالسراب

فتاة على حافة الجنون أهملت ضفيرتها

أذهلتها النهاية

بدأت تتصدع جدران الحلم المقدس

الأمنيات تراجعت بخجل

تبحث لها عن مسكن في خزانة الذكريات

صورة ملائكية تتآكل

كالزبد تتلاشى

ثم تعود ملطخة محملة بالذنوب

لا تعرف أن الرحيل قد زار المكان

وان طائر الفنيق لن يعود من تحت الرماد

لا أثر لصهيل الخيل

لا صوت غير أنين المكان

عجوز تتكأ على عددالسنين

تردد أغنية حزينة من التراث

تتلمس جدار منزل آيل للسقوط وتعانق الذكريات

رجل قد عاد للتو من رحلة النسيان

يجر ورائه حقيبة الجراح

يحمل ما تبقى من الصبر في روحه المتعبة

وما تركت في ذهنه سنوات الضياع

عادا ينشدان اللقاء

لكن الذاكرة خانتهما حين التقيا

كغريبين بصمت

سار كل واحد في اتجاه

أإنتصر النسيان على تفاصيل الحكاية

ضحكات ساخرة هنا وهناك

عما تبحث المرأة وقد أدركها الخريف

وعجوز يقلب أوراق الزمن

يبحث في سلة المهملات

هنا كان أول لقاء

نسجا بسهام الأعين أروع لوحة عشق

هنا تمردا وأعلنا العصيان

كم مر من عابر سبيل

كم شردتهماا الدروب وتقاذفتهما المدن

وهذا الطيف مرابط لا يكل

ستون عام ونيف

وهذا الطفل يسكنه

وهذا الجرح يؤلمه

وهذا الدمع يحرقها
وهذا الشوق يهلكها

سلاما لمن رحلو

وتبا لقلب على الأطلال يبكي بحرقة

يتشبث بالبقاء..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى