السفير فوزي العشماوي يكتب :ماذا يحدث في المغرب ؟

جيل ” زد 212 “، هو حركة شبابية مغربية، يؤشر إسمها للجيل المولود بين سنة ١٩٩٥ وحتي ٢٠١٢، مايجعلهم جيل الانترنت والسوشيال ميديا والهواتف الذكية، غالبيته لاتنتمي لأحزاب أو إتجاهات سياسية قائمة، وقد إنطلقت من الفضاء الإفتراضي مستخدمة منصة ” ديسكورد ” بالإضافة للفيس وإكس وغيرها، وقد بدأت الحركة بمطالبات تخص الرعاية الصحية المتدنية والفساد والبطالة والفقر، وتخصيص الموارد في بنود لاتهم الشارع مثل إستادات كرة القدم وإستضافة كأس العالم، وقد إنتشرت بسرعة كالنار في الهشيم لتنتقل لعديد المدن والقري، وقد إحتفظت في الأغلب بسلميتها وعدم إنتمائها للتيارات الحزبية والسياسية، وقد سمحت الحكومة ببعض التظاهرات في حين لم تسمح بالبعض الآخر، كما ألقت القبض علي عشرات المتظاهرين وإن كان يتم اطلاق سراحهم بعد التحقق من شخصياتهم ..
بعض الأصدقاء المغاربة أبلغوني أن اليسار الراديكالي الفرنسي يرغب في نقل مايحدث في فرنسا ونيبال ( وماحدث سابقا في الربيع العربي ) لكل من المغرب والجزائر ..
يصعب التكهن حاليا بما إذا كانت التظاهرات المتسعة يمكن أن تشكل تهديدا لنظام الحكم الملكي الراسخ أم لا ( نذكر هنا أن السلالة العلوية الحاكمة تعود لعام 1666 )، خاصة في ضوء بعض الملاحظات الجوهرية :
– أن المغرب تعامل بصورة أكثر حكمة مع النسخة المغربية من الربيع العربي ( فبراير ٢٠١١ ) من خلال الاصلاح الدستوري والانتخابات الحرة التي إحتكمت للصندوق وأتت بالإخوان لرئاسة الحكومة
– أن بعض القوي الإقليمية والدولية التي تداخلت في الربيع العربي وأججت ومولت ماحدث في سوريا وليبيا ( التصريحات الكاشفة والمهمة للشيخ حمد بن جاسم ) لم تفعل ذات الشئ في المغرب بل كان هناك حرصا واضحا علي دعم الحكم هناك
– أنه لاتوجد قيادة معروفة أو مطالب سياسية محددة لحركة الإحتجاج حتي الآن ..
فهل تنجح منظومة الحكم في إستيعاب وإحتواء الموقف وإستعادة الإستقرار بإصلاحات وتغييرات لاتمس بنية الحكم الملكي الدستوري، خاصة وأن رئيس الأغلبية الحكومية عزيز أخنوش قد صرح أمس أن الحكومة أنصتت لمطالب المحتجين وتتفهمها وتعمل علي تلبيتها … أم تتسع الإضطرابات وتخرج الأمور عن السيطرة، وإلي أين يمكن أن تتجه الأمور ساعتها، وماتأثير ذلك علي دول الجوار وبقية المنطقة التي ثبت تأثرها المتبادل في عديد الحالات ؟!