كتاب وشعراء

محمد عبد القدوس يكتب :لو كان عندك الوفاء تبقى عشرة على عشرة !!

قبل أيام تحدثت معك عن الحب الحقيقي وليس الفالصو ، وذكرت كلام حلو في حقه ، وربطته بصفة الوفاء ..
فهذا الخلق هو الحافظ للحب بأنواعه من كل أعداءه مثل ..
الكذب والخيانة وعدم الإخلاص ، والخلافات والمشاعر التي يصيبها البرود بطول الزمن !!
وياريت تراجع نفسك في هذا الخلق بالذات ، فإذا وجدته “تمام” تبقى عشرة على عشرة ..
وإذا رأيته “مش قوي” تبقى برضه تستحق تعظيم سلام إذا عملت على سد هذه الثغرة الخطيرة في أخلاقك لا قدر الله !! لأنه يترتب عليها سلوك مش حلو.

والوفاء أراها صفة طبيعية مع الأهل فقط !!
طبيعي أن يكون الإنسان وفي لأهله مهماً طال الزمن منذ الصغر وحتى يشتد عوده ، واللي معندوش وفاء لأهله يبقى لا خير فيه .. وشاذ في أخلاقه !!

وأنواع الوفاء الأخرى هي الصعبة وفيها إختبار حقيقي لأخلاق الإنسان ..
مثل الحياة الزوجية .. وعدم الوفاء فيها نوعين ..
خيانة عيني عينك ، وعدم إحترام .. يعني شريك عمر مش كويس رغم أنه لم يكن في البداية كذلك ، لكنها تقلبات الزمن !!
والأمر الثاني برودة المشاعر .. فالحياة الزوجية تتحول في هذه الحالة إلى روتين ممل !! تختفي فيها المشاعر الجميلة “بتاعة زمان” .

وفي الحب قبل الإرتباط الشرعي والزواج تكون هذه الصفة بالغة الأهمية ومنها تعرف الحب الحقيقي من الفالصو .. هل هو جاد في حبه أم هو الانحلال باسم الحب ويختفي الصفة الحلوة واسمها الوفاء وتحل محلها الخداع وهي آفة من آفات الغرام الفاشل .. ويا أيها الحب كم من الجرائم ترتكب باسمك !!

وتلك العاطفة النبيلة كما ذكرت لك أنواع ، والحب ملازم لها ويأت على رأسها حب ربنا .. هل من يعبده “وفي” وعنده إخلاص له أم يقبل عليه في المناسبات الدينية أو الأزمات عندما يستنجد به .. وينسى خالقه وهو في شبابه وقوته لأن الدنيا مشاغل ويتذكره فقط أواخر أيامه أطال الله عمره ..
وصفة الوفاء هذه لا قيمة لها في حالة إذا كان الإنسان يصلي لربنا بإنتظام لكن أخلاقه الشخصية بايظة !! وسلوكه مع الناس لا يعبر أبدا عن إيمان صحيح بل هو راسب بجدارة !!

وهناك أناس لا يعرفون إلا صداقات المصالح .. ومفيش عنده صداقة لوجه الله لأنه لا يريد أن يضيع وقته الغالي فيما لا يفيد مع أصدقاء لا يستفيد منهم !!
والوفاء صفة معدومة عند هؤلاء .. ويعجبني قوي من يحافظ على صداقات زمان مهما طال الزمن عليها .. حتى ولو لم يكن فيها مصالح !

وأختم بكلمات مأثورة عن أهمية الوفاء بهذه العاطفة النبيلة ..
ـ الحب يبني القلب والوفاء يحفظ البناء من الإنهيار.
ـ الحب زهرة تنبت في المشاعر والوفاء الماء التي ترويها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى