سَيَمْضِي المَالُ والآثَامُ تَبْقَىٰ…..بقلم حمدي الطحان

عَلَىٰ عَجَلٍ نَسِيرُ بِذَا الطَّرِيقِ
إِلَىٰ الأَجَلِ المُحَتَّمِ يَا صَدِيقِي
و لَكِنَّا نِيَامٌ ، مَا انْتَبَهْنَا
و لَكِنَّا ثَمِلْنَا بِالبَرِيقِ
ولَمْ نَحْفَلْ سِوَىٰ بالزَّيفِ يَطْغَىٰ
و بِالأَوْهَامِ والكَذِبِ الصَّفِيقِ
و بِالطَّمَعِ الَّذِي قَدْ صَارَ مِنَّا
كَأَنْفَاسِ الزَّفِيرِ أو الشَّهِيقِ
و بِالأَهْوَاءِ تُلْقِينَا بِبَحْرٍ
عَتِيِّ المَوْجِ ، غَدَّارٍ ، سَحِيقِ
عَلَىٰ عَجَلٍ نَسِيرُ و قَدْ جَهِلْنَا
فَمَا أَعْتَاهُ مِنْ حُمْقٍ لَصِيقِ
و مَا أَعْمَىٰ بَصِيرَتَنَا و أَقْسَىٰ
عُزُوفَ المَرْءِ عَنْ أَدْنَىٰ الحُقُوقِ
نَجُوبُ الأَرْضَ مِنْ شَرْقٍ لِغَرْبٍ
و يُسْلِمُنَا الغُرُوبُ إِلَىٰ الشُّرُوقِ
و نَكْنِزُ لِلزَّوَالِ بِفَرْطِ عِشْقٍ
فَأَقْبِحْ بِالمُكَنَّزِ و العَشِيقِ
و نَشْرِي زَهْوَة الدُّنْيَا بِخِلٍّ
و قَدْ نَبْتَاعُ مَالًا بِالشَّقِيقِ
جَمَعْنَا فِي دُنَانَا كُلَّ شَيْءٍ
سِوَىٰ الإِخْلَاصِ والقَوْلِ الصَّدُوقِ
و مَازَالَ التَّبلُّدُ يَعْتَرِينَا
كَأَنَّا فِي هِوَىٰ النَّوْمِ العَمِيقِ
فَلَا نَبْكِي إِذَا شَعْبٌ تَلَاشَىٰ
ولَا نَأْسَىٰ لِطِفْلٍ فِي الحَرِيقِ
أَلَا ، تَبًّا ، فَقَدْ صِرْنَا وُحُوشًا
بِلَا قَلْبٍ ، و لَا حِسٍّ رَقِيقِ
يَظَلُّ الإِثْمُ ، و الأَمْوَالُ تَفْنَىٰ
ألَا سُحْقًا لِذَلِكَ مِنْ رَفِيقِ