كتاب وشعراء

قرار المسعود يكتب :ماذا تخفي صحوة شعب المغرب ؟

إن ما يحدث في المجتمع و حكامه في دولة المغرب الشقيقة على غير عادة من خروج المواطن إلى الشارع و ما يستخلص من كيفية إمتصاص غضبه من خلال التجارب السابقة في مختلف التظاهرات في الدول الأوروبية على ما هو معمول به في جل الدول و ما يدرس من العلوم السياسية في هذا المجال، أصبح ينتشر في بعض الدول الأخرى بشكل واسع و مفيد من حيث النتائج للحكام و للمنشآت بأخف الضرر.
فالشعب المغربي لزم عليه المرور بمراحل تجعله يصحح و يعدل حتى يصل إلى الهدف المنشود و هذا لا يكون في يوم أو مرحلة. في تقديري، إن في هذا البلد مصالح كثيرة و متضاربة و لا يمكن التخلي عنها مهما كان الثمن لأنها في المقام الأول مربوطة بتوازن القطب الأحادي و عدم تغيير خريطة أنظمة قائمة تشكل العمود الفقري لهذا القطب. فالمد و الجزر في هذا الظرف من طرف الشعب المغربي هو بمثابة المعول الذي إنفلت من يد ماسكه و سقط وسط الزوبعة. إن كل مخطط مستعمل أو وسيلة في هذا الشأن في إخماد أو تقليل أو توجيه أو إمتصاص المظاهرات مهما كانت لا تكفي و لا تنجح، عندما يصمم الشعب برمته على هدفه و لو يضحي بأكثر من نصفه (مثال الحرب في الفيتنام و الجزائر و غزة اليوم).
حقيقةً أن الحركة الصهيونية العالمية وصلت أن جعلت كل المعمورة تحتى أقدامها و تفعل ما تريد في كل مكان و زمان من أجل مصالحها و لا أحد يتكلم فخدرت بأساليب شيطانية و الشعوذة السوداء و سكرت القريب و البعيد منها و راودته و وضعت غشاوة لا يرى إلا ما يملى عليه حتى أصبح يدافع عنها و لا يبالي. لكن عندما يتعلق الأمر بوقت صحوة و نهوض مجتمع ما بسبب دعاء مستجاب خفي يأتي زهوق الباطل لا محالة. فهل المجتمع المغربي وصل إلى هذا الحد ؟ فتكون أبيات ابو القاسم الشابي ” إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ · فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ · ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي · ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ”. و لا تنفع حنئذ الحيلة مهما عظمت و يسقط القناع عن القناع. . فعلى قدر مَنْ أراد الحرية أن يضحي و على قدر مَنْ يُستعمل من مراوقة في التضليل على الواقع من مسائل مستعملة يفشل مع طول الزمن.
يبدو في نظري، أن كلما بني منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن توجب و تحتم مراجعته على ضوء مؤشرات كثيرة طرحت نفسها بقوة على الساحة و لا يستطيع أي كان أن يتنبأ بالمستقبل و أن يفرض نفسه و خطته حتى و لو سخر كل الوسائل، فهناك الضد موجود و أحسن. و هذا على الأساس يصعب التكهن و التقدير في بعض الأحيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى