تقارير وتحقيقات

نزوح جماعي متواصل في غزة: آلاف العائلات تبحث عن الأمان وسط الحرب

غزة – تتواصل موجات النزوح الجماعي في قطاع غزة مع اتساع رقعة العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض، حيث يفر عشرات الآلاف من السكان من شمال القطاع إلى جنوبه في محاولة لحماية حياتهم وحياة أطفالهم. مشاهد العائلات وهي تحمل ما تستطيع من متاع وتتنقل سيراً على الأقدام أو على عربات بدائية أصبحت جزءاً من المشهد اليومي في الطرقات المدمرة.

وسط هذا النزوح، تتكرر الأسئلة المليئة باليأس. يقول أحد النازحين: “إلى متى سنظل نعيش هذا التهجير؟ ليس أمامنا أي خيار حقيقي. إما أن نبقى فنموت تحت القصف، أو ننتقل إلى مكان يُقال إنه أكثر أماناً، على أمل أن نجد فيه ماءً أو مساعدة.”

الأهالي يؤكدون أن عملية النزوح ليست خياراً وإنما اضطراراً قاسياً. العائلات التي هجرت منازلها مراراً خلال الأسابيع الماضية باتت بلا مأوى مستقر، فيما مراكز الإيواء تعج بالآلاف وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. الحصول على الماء النظيف أو الغذاء أصبح تحدياً يومياً، كما أن الضغط على المرافق الطبية والإغاثية يتزايد يوماً بعد يوم.

في ظل هذه الظروف، يعبّر بعض النازحين عن غضبهم من الخطاب السياسي الخارجي. يقول أحدهم: “نسمع قادتنا في الخارج يطالبوننا بالصمود، لكنهم لا يعرفون معنى الصمود هنا. هم يعيشون في أمان مع أسرهم، أما نحن فنقاتل من أجل البقاء فقط.”

هذا الشعور بالخذلان من القيادات السياسية يضاف إلى الإحباط الناتج عن استمرار الحرب وتراجع فرص الوصول إلى حل أو تهدئة. كثيرون باتوا يرون أن استمرار النزوح وتكراره يهدد النسيج الاجتماعي ويزرع شعوراً عميقاً بعدم الاستقرار والخوف من المستقبل.

منظمات إنسانية حذرت من أن استمرار النزوح بهذا الحجم قد يقود إلى كارثة إنسانية أشد، مع انتشار الأمراض وتدهور الظروف المعيشية، خاصة للأطفال وكبار السن. كما دعت إلى توفير ممرات آمنة تضمن وصول المساعدات إلى المناطق التي تستقبل أعداداً متزايدة من النازحين.

في الأثناء، تبقى مشاهد النزوح علامة بارزة على قسوة الحرب، فيما تتردد على ألسنة كثيرين جملة واحدة: “نريد حياة طبيعية، لا بطولات ولا شعارات.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى