فيس وتويتر

محمد حماد يكتب :رد حماس .. وماذا بعد؟

يُجسّد ردّ حماس في هذه اللحظة السياسية خطابًا مزدوجًا يتقن مخاطبة الداخل الفلسطيني بلغة الثبات والحقوق، ويخاطب الخارج بلغة السياسة الواقعية دون تفريط.
هذا التوازن ليس مجرد موقف تكتيكي، بل هو محاولة لإعادة تعريف موقع الحركة في المشهد السياسي، بعيدًا عن ثنائية “المقاومة المسلحة” مقابل “الانخراط الدبلوماسي”، نحو صيغة ثالثة تُبقي على مبدأ المقاومة، وتفتح نافذة للتموضع السياسي دون الوقوع في مسلسل التنازلات.
هذا الخطاب، مهما بلغ من الاتزان، يظل معلقًا في الفراغ ما لم يجد له سندًا من بنية وطنية جامعة. فغياب الحاضنة الفلسطينية والعربية لا يُضعف الرد فحسب، بل يُفرغه من قدرته على التحول إلى فعل سياسي مؤثر.
إن الردود، مهما كانت متقنة، لا تُحدث فرقًا ما لم تُرفد بجبهة داخلية متماسكة، وغطاء عربي قادر على ترجمة الموقف إلى أوراق ضغط حقيقية.
وهنا تبرز المعضلة البنيوية: أن الفصائل الفلسطينية، رغم اختلاف لهجاتها السياسية، تتحدث من جزر معزولة، في حين أن العدو يتحدث من منظومة دولية متشابكة.
فهل يمكن لردٍّ متوازن أن يُحدث أثرًا في ظل اختلال موازين الحاضنة؟ أم أن المطلوب ليس فقط ردًا متزنًا، بل إعادة بناء الحاضنة ذاتها؟
المعضلة الكبرى ليست في صياغة الرد بحد ذاته، وإنما في غياب حاضنة عربية وفلسطينية موحدة تستطيع أن تحول هذا الموقف إلى قوة تفاوضية فعلية.
هنا تكمن نقطة الضعف: أن أي رد فلسطيني يظل ناقص الوزن ما لم يتكئ على جبهة داخلية صلبة وغطاء عربي وإسلامي جاد وفاعل.
فهل يتحرك العرب من موقغ الوساطة إلى موقع المؤازرة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى