كتاب وشعراء

مونولوج في العدم …..بقلم زكريا شيخ أحمد

غرفةٌ بلا جدران،
كلّ شيء يتدلّى من فراغٍ آخر.
مطرٌ من رماد،
يضحك، ثم يتحوّل إلى أصابع تبحث عن جلد.
وجهٌ بلا فم،
ينطق بماءٍ يتبخر قبل أن يبلل الهواء.
أكتب…
لكن الحروف تنقضّ عليّ كطيورٍ جائعة،
تأكل لحمَ المعنى و تترك هياكله معلّقة.
أصواتٌ متكسّرة،
تصطدم ببعضها كزجاجٍ داخل صدري،
كلّ كسرةٍ تعكس وجهاً لا أعرفه،
وجهاً ربما كان لي،
أو لظلٍّ مرّ بي قبل أن أولد.
الوقتُ يتعثر بي.
ساعةٌ عمياء تسقط في حنجرتي،
تُدير عقاربها ببطءٍ
حتى أختنق بالدقيقة الأخيرة.
لا معنى.
فقط ممرّات تتشعب في نفسها،
كأفعى تبتلع ذيلها
و تبتسم لأن الجوع مستمرّ.
هناك، في قلب هذا العدم،
تنهض كلمة وحيدة،
تسير على عكازٍ من هواء،
تتعثّر، تسقط…
و تكتبني…
ثم تمحو كل شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى