رؤي ومقالات

د.فيروزالولي تكتب :عنوان: الجمهورية المؤجلة.. في انتظار اجتماع الرياض (أو كائنات المريخ)!

في نشرة الأحوال السياسية المتقلبة لهذا الأسبوع، ما تزال البلاد تُدار -أو بالأحرى تُترك بلا إدارة- وفق أعراف جديدة في علم الحكم: “الدولة تنتظر أن يتفق المختلفون على من يحق له أن يختلف أولاً”.
مجلس القيادة الرئاسي، الذي يُفترض به قيادة المرحلة، بات أشبه بـ”مجلس إدارة لمشروع خاسر”، يجتمع أعضاؤه (أو لا يجتمعون) حسب الظروف الجوية والتقلبات الإقليمية وموسم الرطب في حضرموت. وبالطبع، كل شيء مؤجل حتى إشعار غير صادر.
فبينما ينتظر الشعب صرف الرواتب، يقضي المجلس وقتاً ممتعاً في لعبة شد الحبل حول من يحق له التعيين، ومن يحق له التعيين ضد التعيين، ومن سيُعيَّن لاحقاً لإلغاء التعيين السابق. أما الحكومة؟ فهي موجودة فقط في محاضر الاجتماعات ولقاءات الصور التذكارية.
بن بريك.. رئيس وزراء أم رئيس حائط مبكى؟
دخل السيد بن بريك المشهد وفي يده كيس من الأمل ومحفظة فارغة. قيل له “أنت رئيس الوزراء”، لكنه اكتشف لاحقاً أن المقصود كان “رئيس المزورين”، لأن كل من حوله يملك صلاحيات أكثر منه، بمن فيهم مدير المكتب، وساعي البريد، وحتى طباخ القصر!
يريد الرجل تعديل حكومي؟ تفعيل رقابة؟ إصلاحات اقتصادية؟ مسكين، لم يخبره أحد أن هذه الطلبات تصنّف في لائحة “النيات الطيبة غير المعترف بها”. وإن أصر على تنفيذ مهامه، قد يلقى مصير سلفه بن مبارك، الذي تمّت التضحية به جماعياً كما تُضحّى الخراف في موسم الأعياد.. لا لذنب ارتكبه، بل لأنه أراد أن يعمل!
الرياض: حيث تجتمع القضايا.. وتُعلّق القرارات
قيل إن هناك “اجتماعًا وشيكًا في الرياض”، والناس صاروا يحسبون عدد الاجتماعات المؤجلة كما تُحسب حلقات المسلسلات المكسيكية. السؤال: هل سيكون هذا الاجتماع لحل الأزمة؟ أم لتأجيل حل الأزمة؟ أم لاجتماع جديد لتشكيل لجنة لمناقشة إمكانية التفكير في عقد اجتماع آخر؟
وإن اجتمعوا فعلاً، هل يمنحون رئيس الحكومة صلاحياته؟ أم يمنحونه خطاباً جميلاً عن التحديات و”تعقيدات المرحلة” و”الحاجة للتوافق”، يعلقه في مكتبه بجانب صورة الرئيس وعداد الرواتب المتوقفة؟
الخماسية الدولية.. آخر أمل في الحياة السياسية
لم يبقَ إلا أن تهبط الخماسية الدولية بمظلات على قصر المعاشيق، وتوزّع لكل عضو في القيادة حقيبة إسعافات أولية سياسية، تتضمن: صلاحيات واضحة، وقرار شجاع، وحبوب شجاعة وطنية تُؤخذ مرة واحدة يوميًا بعد كل خلاف.
الخلاصة:
نحن دولة تُدار على طريقة “لو كنت مكانه لفعلت كذا”.. ثم لا يفعل أحد أي شيء. لا نحن معارضون فاعلون، ولا مسؤولون شجعان، بل نحن في مرحلة “الفرجة الجماعية على مسلسل الفشل الطويل”، كلٌ يلعن الوضع على طريقته، ثم يغادر دون أن يغيّره.
في انتظار اجتماع الرياض… أو المعجزة… أو حتى كائنات المريخ، فقد يكون عندهم حل أسرع من المجلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى