رؤي ومقالات

فى الذكرى ال44 لاغتياله

حمادة امام يقرأ:من مفكرة ايمن الظواهرى لماذا رفضت السيدة الاولى أن يدفن السادات بمسقط رأسه؟

فى الوقت الذى اتجه فيه ركب السادات إلى العرض العسكرى بمدينة نصر صباح يوم 6اكتوبر1981
تسلل (عبود الزمر) متخفيا إلى ميدان التحرير..
واتجه أحد الجنود التابعين لتنظيم الجهاد حاملا كميات كبيرة من الجاتوه المحشو بالمنوم إلى مبانى كتيبة حرس وزارة الدفاع فى الجبل الأحمر.
وكانت الخطة الموضوعة بعد اغتيال السادات هى قيام الجندي بتقديم الجاتوه لطاقم حراسة وزارة الدفاع، مدعيا أنه رزق بطفل، ويتم تخديرهم فى توقيت مواكب لتحرك مجموعة من الأفراد للاستيلاء على أسلحتهم ومدرعاتهم والمعروف أن هذه الوحدة جيدة التسليح.
ولكن شاء القدر أن تكون كمية المخدر كبيرة، كما أنها وضعت بالليل مما جعل مذاق الجاتوه مرا، ولم يستطع طاقم الحراسة أكله إلا جندى واحد لقى حتفه على الفور وبصقوه من فمهم.. وعندما ذهبت المجموعة المكلفة بالاستيلاء على الأسلحة فوجئت بجنود الحراسة فى أماكنهم ولم يجدوا الجندى المكلف بتخديرهم، لأنه خاف وهرب عندما فشلت العملية وحاولوا الاصطدام بالطاقم الذى تصدى لهم على الفور، ولم تتم عملية الاستيلاء على الأسلحة. وكان عبود الزمر ينتظر بقلق فى ميدان التحرير وصول المجموعة التى استولت على أسلحة وزارة الدفاع وكان من المتوقع أن تصل إليه بعد مقتل السادات بحوالى (من عشرين إلى ثلاثين دقيقة).. وكان يصحبها مقدمة القوات أو القوات الثقيلة المكونة من المصفحات والمدرعات ليتجه بها إلى الإذاعة والتليفزيون للاستيلاء عليها.
وكان البيان رقم واحد المخطط إذاعته بعد الاستيلاء على الإذاعة معدا وفى جيب عبود الزمر بعد أن حرره الدكتور السلامونى وتم ترجمته إلى عدة لغات.. كما تم تجهيز بعض العناصر فى المساجد المهمة بالقاهرة للخروج فى الشوارع وبدء الثورة الإسلامية الشعبية كما كانوا يزعمون ويخططون.
وعندما تأخر وصول المدرعات من ميدان القبة إلى ميدان لاتحرير، فكر عبود فى الذهاب إلى الإذاعة والاستيلاء عليها بمعاونة أتباعه.. غير أنه فوجئ فى موقع بالميدان باللواء أحمد رشدى وزير الداخلية الأسبق يقود مصفحته متجها بها إلى الإذاعة والتليفزيون تنفيذا للخطة ١٠٠ فأدرك أن محاولة الإنقلاب قد فشلت وأن الجيش نزل كى يؤمن البلد.. فهرب عبود وترك أتباعه كلا يهرب إلى مواقع مختلفة.
والخطة ١٠٠ هى خطة تأمين القاهرة الكبرى، وعلى وجه التحديد المنشآت المهمة مثل (مبنى الإذاعة والتليفزيون ــ وبعض الوزارات الرئيسية مثل الداخلية والدفاع ومبنى مجلس الوزراء).
مات السادات وفشل عبود فى الاستيلاء على مبنى الإذاعة والتليفزيون ولكن موت السادات وفشل عبود لم يكونا نهاية الصدام بين تنظيم الجهاد والسادات ففى الوقت الذى نقل فيه السادات إلى مستشفى المعادى انطلق عبود الزمر إلى مخبئه بالجيزة لوضع الخطط البديلة.
ففى مستشفى المعادى كان رجال السادات فى انتظار مجيئه وهو تحت إشراف الأطباء وكان يمكن أن تمر المسزلة بسهولة ويبدأ الجميع فى الاستعداد للجنازة لولا موقف جيهان السادات وإصرارها على حضور نجلها جمال السادات تشريح جثة والده وشكها فى الحرس الخاص لزوجها.

وفى اليوم التالى لواقعة الاغتيال وقبل بدء تشريح جثمان الرئيس الراحل اتصل رئيس الوزراء بالسيدة حرم الرئيس (جيهان السادات) للإذن باستخراج الرصاصة الوحيدة المتبقية فى جسده استكمالا للتحقيقات، وقد وافقت بقشرط حضورها مع جمال السادات قائله إنها إرادة الله حتى يودع جمال أباه الذى مات أثناء غيابه بالخارج ولم تخبره السبب الحقيقى وهو رغبة جمال فى التأكد مما إذا كانت الرصاصة من مدافع المتهمين أم من بندقية أو مسدس آخر وساء أكان من الخلف أى من جانب الموالين للمتطرفين، أو من جان بالحرس الخاص وقد تبين من فحص جمال للأداة ــ باعتباره عضوا فى نادى الرماية ولإلمامه بالكثير من البنادق والذخيرة ــ أنها من نفس النوع الذى استخدمه المتهمون وهكذا انصرفا وقد اطمأنا إلى هذا الأمر.
وقد كانت جيهان السادات تتصور أن جسد الرئيس الراحل قد مزقه الرصاص إلا أنها شاهدت ثلاثة ثقوب صغيرة فقط، إثنان فى صدره بالقرب من القلب والثلاثة فى قدمه.
ولما تأكدت (جيهان) من موت زوجها وأن الحرس الخاص ليس له علاقة بالاغتيال بدأت الاستعدادات للجنازة ولكن اختيار مكان دفن السادات ظل واحدا من أشد الأسرار التى ظلت مجهولة حتى وقت قريب جدا. خاصا وأن السادات كان يتمنى أن يدفن فى مسقط رأسه بالمنوفية وكان قرار الدفن بمدينة نصر سببه الرغبة فى تخليد ذكراه وحتى يسهل على المشاهير والرؤساء زيارة قبره كلما زاروا مصر.
هذا الكلام هو التفسير من وجهة نظر رجال السادات:
ولكن التفسير الحقيقى أن قرار اختيار دفن بطل الحرب والسلام بجوار الجندى المجهول كان لأسباب أمنية بحتة وخشية الأجهزة من عدم السيطرة على الموقف بعد أن وصلت معلومات بأن هناك مخططا لتفجير الجنازة بكل ما فيها من مصريين ووفود وذلك عن طريق طائرة يقودها أحد أعوان عبود الزمر وذلك فى حالة ما إذا تقرر أن يدفن السادات فى المنوفية وكانت فكرة التحكم والسيطرة على الجنازة عملية صعبة لذلك تقرر أن ينقل السادات من مستشفى المعادى بطائرة تهبط على مسافة قريبة من الجندى المجهول ثم يكون موكبها لمسافة قليلة جدا وفى الوقت ذاته تتيح مساحة الاتساع والفراغ لحى مدينة نصر فرصة للأجهزة الأمنية فى التحكم والسيطرة على الأمور.
……………….
المصادر
الجهاد الاخوانى ..محمد قطب
انا والاخوان:فؤاد علام
ايمن الظواهرى الذى اعرفه منتصر الزيات
خريف الغضب :هيكل
محاكمة فرعون :حسينى ابو اليزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى