السفير محمد مرسي يكتب :أخيراً .. وبعد طول صمود وصبر أعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزه.

ودون دخول في تفاصيل هذا الإتفاق الذي تغيرت بنوده عدة مرات ، كما أن قراءاته مازالت متعددة وفقاً لما تيسر لنا من معلومات عن الإتفاق وكواليس مفاوضاته .
فإن هذا الوضع يبدو طبيعياً في عالم السياسة وفي إدارة مفاوضات القضايا الكبري والمعقدة ، خاصة في مراحلها التمهيدية الأولي ، والتي إذا ما أخلصت النوايا وصمد المدافعون عن حقوقهم ومعهم داعميهم تكسب الأمور عادة زخماً إيجابياً يمهد لمرحلة أخري أكثر تماسكاً ووضوحاً في عملية نيل الحقوق أو بالأدق انتزاعها .
وراء هذا الاتفاق جهد كبير بذلته مصر يستوجب الإشارة والإشادة تجاوز العامين دعماً للأشقاء الفلسطينيين . وتنوعت وسائله وأدواته بحكم الروابط العضوية التي تجمعنا بفلسطين .. قضية العرب المركزية .
وسيتواصل هذا الجهد أخذاً في الاعتبار أن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسري ليس سوي بداية تتطلب المزيد من العمل الشاق والصبر.
بذلت قطر أيضاً جهوداً كبيرة في الوساطة ثم تركيا . ولعل جهود الدول الثلاث ومعهم دعم السعودية قد أسهم في حلحلة الموقف الأمريكي الذي يدعم إسرائيل بشكل مطلق .. ولايزال .
ونجحت هذه الدول حتي الآن في التعامل مع ترمب وطباعه الشرسة المتحيزة المندفعه قبل الوصول لنقطة الصدام المباشر ..
وأتمني أن يتواصل هذا المسار .
فليس كل ما لايدرك يترك .
أما التحية الكبري ورفع القبعة ودق الأجراس فهو للمقاومة الفلسطينية الشجاعة .. ولحماس رمز الصمود والمقاومة .
أتمني أن تصمت الآن أصوات القتل والتدمير .. وتنطلق مرحلة جديدة من الحياة والتعمير .. وهي مرحلة لا تقل ضراوة وخطورة عن سابقتها .
وتبقي مفاتيحها هي صمود الفلسطينيين ودعم الأشقاء والأصدقاء لهم ، وجدية الولايات المتحدة في تحقيق السلام والتعايش في المنطقة والذي لا ترجمة له سوي المزيد من الضغط علي إسرائيل للإلتزام بما تم الإتفاق عليه .. والذي هو فقط نذر يسير لم يلبي كل طموحات وحقوق الفلسطينيين . ولكنه بداية .