كتاب وشعراء

وشاءَ الهَوى….بقلم ليلاس زرزور

على القلبِ مَوجُ الحُبِّ يَعلو وَيُطْبِقُ
وَما كانَ ظَنّي أنّني أتَعَلَّقُ
فقد كُنتُ أخْشى الحُبَّ ممّا سَمِعْتُهُ
عن الشوقِ إذْ يَكْوي القُلوبَ وَيَحْرِقُ
وَتُرهِبُني ليلى بصورَةِ دَمْعِها
وَقيسٌ على الأحجارِ مُلقى وَمُرْهَقُ
تَنوحُ عليهِ الريحُ وهْوَ بكَفّـهِ
يَخُطُّ اسْمَها في الرَملِ والرُوحُ تُزْهَقُ
وَليلى وراءَ الصَمتِ يأكُلُ روحَها
ضياعُ الأماني والفُؤادُ المُمَزَّقُ
تُحَدِّقُ في الآفاقِ خَوفاً ولَهْفَةً
وَعينُ المَنايا في فَتاها تُحَـدِّقُ
فَتبكي عُيونُ الشمسِ من مَوتِ عاشقٍ
وَتبكي على ليلى طَويلاً وتُشْفِقُ
فَهَلْ بعد هذا أنْ أفَكِّرَ ياتُرى
بأنّي بيومٍ سَوفَ أهوى وأعْشقُ ؟
وشاءَ الهَوى أنْ ألتقيكَ بصِدفَةٍ
وَعيناكَ تَدعوني وبالحُبّ تبْرُقُ
فقُلتُ لقَلبي…لا ..تَحاشَ بريقَها
وإلاّ سَيُضنيكَ السُهادُ المُؤَرِّقُ
فَلاحَ شُعاعٌ يَملأُ الرُوحَ بَهْجَـةً
وَغُصْنُ منَ الأشْواقِ في القلبِ يُورِقُ
وَجاءتْ فَراشاتُ الغَرامِ تُحيطُنا
وشَمسٌ على الآفاقِ بالنورِ تُشْرقُ
وَعَن جانبَينا إذْ نسيرُ برَوضهِ
تَسيرُ طَواويسٌ.. وَوَرْد مُنَسَّقُ
هوَ القَدَرُ الآتي الذي لا تَرُدُّهُ
عُقولٌ فَلا رأيُ يُفيدُ وَمَنْطِقُ
جُنونٌ لذيذٌ في متاهاتِ سِحْرهِ
نرى الكَونَ جنّاتٍ وبالعِطرِ تعْبَقُ
فعٌدْتُ إلى ليلى وَبُؤسِ حَبيبها
فلاحتْ بعَيني دَمعَةٌ تتَرَقرقُ
فأدركْتُ أنَّ الحُبَّ نارٌ وَجَنّـةٌ
وَيحكُمُ في ذاكَ اللُقا والتَفَرُّقُ
فيا سيّدَ الإحساسِ ما أجمَلَ الهوى
وَنحنُ إلى قَلبِ النُجُومِ نُحَلِّقُ
وما أجملَ الإبحارِ حينَ تشابَكتْ
بكفِّكَ كفّي وَالشِراعُ يُصَفِّقُ
لو الحبُّ يَدري كمْ أحبُّكَ لارتَجا
بأنَّ لهُ قلبي يرِقُّ ويَخفِقُ
أُحاولُ مَنْعَ العينِ أنْ تَفضَحَ الهوى
وَعيني إذا ألقاكَ بالحبِّ تَنطُقُ
ولي آهَـةٌ في البُعْـدِ أكْتُمُ سِرَّها
وَللناسِ يَرويها الحَمامُ المُطَوَّقُ
فإنْ كُنتَ مُشتاقاً إليَّ فإنّني
بأضعافِ ماتَشتاقُ ليْ لكَ أشْوَقُ
يَليقُ لعَيني أن يُكَحّلُها البُكا
على أنَّ صبْري في غيابِكَ ألْيقُ
فمادامَ رُوحانا قد انصَهَرا مَعاً
فََلستُ منَ الأيّامِ والبُعْـدِ أقلقُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى