كتاب وشعراء

وصايا البرهان السبعة…بقلم حيدر البرهان

قَلْبٌ هَادِئٌ وَحِكْمَةٌ صَامِتَة

-1-

لَا تَبْنِ دَارَكَ فَوْقَ تُرْبَةٍ مُتَهَاوِيَة
وَلَا عَلَى صَدَى يَدٍ سَلَبَتْ نُورَك
مَا أَذِنْتَ لَهُ سَيُصْبِحُ أَرْضَك
يُغَذِّي مِنْهُ جُذُورُك.. أَوْ يُطْفِئ دُورَك
هَذِهِ الحَقِيقَةُ الأُولَى.. لِلسَّلَامِ سِرُّهُ
سَكِينَةُ القَلْبِ هِيَ المَمْلَكَةُ الـمُخْفِيَّة

-2-

لَا تَرْمِ كَلِمَاتِكَ فِي حَرْبِ الْجَهَالَة
فَحِوارُهُ مَشْهَدٌ مَسْبُوقٌ بِخُطُوَاتِهِ
مُشَارَكَتُكَ الْحِجَاجَ فِيهِ
هِيَ الْوُقُوفُ عَلَى مِنَصَّةِ أَحَادِيثِهِ
فَالصَّمْتُ لَيْسَ هُزِيمَة
بَلْ نَصْرُ الْحَكِيمِ الَّذِي يَعْرِفُ مَيدَانَهُ

-3 –

إِذَا جَاءَ الْحَقُودُ بِسُمِّهِ
لِتَشْوِيهِ طُهْرِ اسْمِكَ بِلَثْغَاتِ الظِّلَال
فَكُنْ صَخْرَةً لَا تَتَزَحْزَح
فَالرِّيحُ الْعَاتِيَةُ لَنْ تَدُوم
وَعِزَّتُكَ كَالْمَاسَةِ تَصْقُلُهَا الأَيَّام
أَغْلِقِ الصَّفْحَة.. وَاهْجُرْ عَنَاوِينَ الأَمْس.

-4-

لَا تَدَعْ لِذِاكِرَةِ الْمَاضِي أَنْ تَصِيرَ سِجْنًا
يَقْيِدُ بَصِيرَتَكَ عَنِ الْحَاضِر
فَالْأَمْسُ قُضْبَانٌ مِنْ حَدِيدٍ
تُعِيقُ انْطِلاقَكَ نَحْوَ غَدِكَ
اللَّحْظَةُ الْآنَ هِيَ خَيْطٌ مِنْ نُور
يَنْسِجُ غَدًا لَامِعًا بِلَوْنِ أَمَل.

-5-

وَإِذَا نَزَلَتْ بِكَ الشِّدَّة
وَاخْتَنَقَتْ فِي صَدْرِكَ أَنْفَاسُ الرَّجَاء
فَلَا تَنْقُشْ عَلَى وَجْهِكَ غُصْنَ يَأْس
فَهَذَا مَوْسِمٌ عَابِر
لَنْ يَبْقَى
وَالِابْتِسَامَةُ فِي وَجْهِ الْعُسْرِ
لَيْسَتْ قِنَاعًا.. بَلْ شَجَاعَةٌ تَتَكَلَّم.

-6-

مَا رَآهُ غَيْرُكَ خُرْدَةً مَكْسُورَة
قَدْ يَكُونُ كَنْزًا يُفْتَحُ بِمِفْتَاحِ بَصِيرَتِك
فَلَا تَضِعْ نَظْرَتَكَ الْخَفِيَّة
فَرُؤْيَتُكَ خَرِيطَةُ كَنْزٍ
تَقُودُكَ لِكُنُوزِ الْأَبَد.

-7-

وَإِذَا أَعَادَتْ لَكَ الْحَيَاةُ فُرْصَة
فَاقْبِضْ عَلَى شُرْفَتِهَا
كَمَا يُمْسِكُ الْغَرِيقُ بِقَشَّة
وَاعْلَمْ.. أَنَّ الْيَوْمَ هُوَ الْوَقْتُ الَّذِي لَا يَتَكَرَّر
فَاجْعَلْ مِنْ قَلْبِكَ الْهَادِئِ قَصْرًا
وَمِنْ صَمْتِكَ الْحَكِيمِ سُلَّمًا
لِعُرْشِ سَلَامِكَ الدَّاخِلِي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى