رؤي ومقالات

سيد كراويه يكتب :وليمة لأعشاب البحر / العجوز والبحر .. وصية السنوار ..

1-
بداية أول ارتطامى بأسم السنوار كان شكوى مأساوية من شاب مات من فرط القسوة ، غالبا كان مثليا ، وكان السنوار مسسئول أمنيا عن المخيم ، وتولى تقويمه / عقابه بأساليب غاية فى التجبر والقسوة .. ومات .. لم أعد أذكر التفاصيل ، ولم أتذكر الأسم الا بعد انتشاره عقب 7أكتوبر 23 .. فكنت لاأحمل له ذكرى طيبة ، ولكن وصيته تخلق موضعها عن التراجيديا التى تنتظر مناضل فى زمننا وأوطاننا فى مشهد مأساوى انسانى ودولى .
2-
وصيته التى تحمل هاجس موته كقدر أغريقى ( ذلك القدر النبوءة التى يعرفها الضحية ، ويحاول تلافيها فاذا به يرسم مسارها المحتوم / أوديب الذى ينئ بقتله لأبيه وزواجه من أمه ، فيغادر ويهيم فى البرية بالضبط ليحقق النبوءة القدرية رغما عنه) .. أوديبنا ذلك المناضل الثورى / العراقى يغادر سجون صدام حسين الرهيبة ، وبعد عذابات لايتحملها بشر ، ليصل الى الجزائر / بلد الشهداء والتحرر ، ليحاصر بمجتمع قمئ ، وميئس ، وتجتمع مأساة الغربة مع مأساة الإغتراب الوجودى ، مع معاشرة الدناءة والقمائة ، فيتجه ( كانوا أثنين أصدقاء ورفاق ) الى البحر ، ليتوحدا فى قاعه ويتحولوا الى ” وليمة لأعشاب البحر ” .
3-
فى القاهرة تنشر الرواية فى طبعة شعبيىة ، فيتلقفها شاب من هواة الكتابة ، محبط لعدم قدرته على نشر مايكتب ، فيتجه لجريدة رخيصة يملكها ويديرها مخبر مرتزق ، ليقدم مظلمته ، وضمنها أن روايات فيها الفاظ الحادية تنشر ” بفلوس الغلابة ) وهو لايستطيع أن ينشر ، ويتلقف الموضوع ل3 أعداد متوالية عملاء لأمن صدام منهم كاتبة عراقية ومصرى كان زوجها ، ويصبوا زيتا على النار ، تشتعل الدنيا غضبا لبعض كلمات على لسان أبطال الرواية بعد أن ضاقت الدنيا بهم قبل انتحارهم .ليتلقف كاتب اسلامى وجريدة اسلامية ليلهب مشاعر طلبة الأزهر ، ليخرجوا فى مواجهة دامية مع الأمن المصرى .
4-
العجوز والبحر ، يتلقف همنجواى صيادا عجوزا بائسا يحصل على مكافأة حياته وخيباته الطويلة والمديدة بصيد ضخم ، وبعد جهد عمر بكامله ، وجهد جهيد يجر سمكته العظيمة ، بقاربه الفقير ، وجهده الشحيح بعد عمر تسربت فيه عافيته ، لتتجمع أسماك البحر / المحيط نهشا فى سمكته ، حتى يصل الى الشاطئ منهكا ومجرد هيكل ضخم لما كان صيدا .. وعلى الشط ، فوج سائحين يبهره هيكل عظمى يلمع تحت الشمس فى المياه القريبة .. وتسأل السائحة : خاتمة للرواية : ماهذا ؟!!
5-
ماهذا فعلا .. هل لاجدوى الحياة ؟ ، لاجدوى النضال .. أم هو القدر المحتوم .. تموت بطلا أو ملعونا .. ولايبقى منك الا عيون باهتة على شط الحياة تحتار فى كونك وكينونتك .. وتسأل : ماهذا ؟ .. فعلا ماهذا ؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى