كتاب وشعراء

عصافير أفكاري …..بقلم عزوز العيساوي

دعي عصافير
أفكاري تُحلق كما تشاء،
وكوني غَيمةً تعشق صمتَ اليباب
وروعةِ اللقاء..
اهطِلي مطرًا يملأ شقوق الذاكرة
يروي ما تبقى مني
كرشفَةِ حِبرٍ على صمتِ البياض..
تكلمي قليلا ، واطرقِي مسامعي
بجميل النداء..
_2_
إني أَقْسَمْتُ
أَنْ أُغَادِرَ صمتي إلى الأبد
كل حروفي أكَتبهَا فِي تَجَاوِيفِ القلب،
وَارسُّها فِي أَدَارِجِ الرُّوحِ
عَراجين نخل ترفض الانحناء.
أَتَسَكَّعُ فِي دروب الْغُرْبَةِ،
وَتَلْفَحُنِي مِحْرَقَةُ الْشوق
فأسلُكُ سراديب الليل حدَّ الانزواءِ
والانطواء من رعشة الفناء..
_3_
أراني أَدْمَنْتُ
شُرودكِ وَأحلامَ السَّفَر .
أَقِفُ فِي طَوَابِيرِ الانتظار،
أَنحت من صخر لغتي تِمْثَالا كالترابِ
وَ أجفِّفُ ماء خَدي كُلَّمَا سَقَطَتِ الْقُبَّعَةُ عَنْهُ
حصاةً ترقص في انحدار حَدَّ الانتهاء.
_4_
كأَنِّي أَعْتَلِي
صَهْوَةَ الريح و الْحُلْمِ
لأَلْقَاكِ فِي مَوْسِمٍ أقدامُه على عتبة الفصول
بَيْنَ شَرْنَقَاتِ تعشق صُفرَةَ الوقت
وصريرَ أبوابٍ من ماء..
_5_
رُبَّمَا انْتَفَضُ
كَحُلْمٍ عَابِرٍ أنهَكه الضوء،
ارْتَوَي مِنْ نَظَرَاتِ وميضٍ يغازل الشمس
في استحياء..
_6_
الْحُلْمُ جنون
صَدَّقْتُه لِأَضْحَكَ عَلَى بَعْضِي
وأَنْتِ هناكَ تُهَدهدين قوارير عطركِ،
تُرتبين دولاب فَساتينك
كما أوراق خريفٍ ترفضُ البَوْحَ بلذة النوم
عند أقدام الشجر المسكون بالسهاد..
_7_
مازلتُ أراني
بَتَلَاتِ حُلْمٍ يَبِسَتْ
حِينَ غَادَرَنِي ظِلُّكِ
افْتَقَدْتُكِ وَاسْتَسلَمْتُ لِلْحُزْنِ…
غَادَرْتني أَطَيَافِي مهزومةً
فاكتفيتُ بالصَّرخة ..
لعلَّ يأتيني وحيُ البشرى
فأتركُ كل أَوْرَاقِي
تَنتشي برَائِحَةِ الْخُزَامَى فِي أَنْفَاسِكِ
وَأضمُّ مَا تَبَقَّى فِي مَحْرَقَةِ الشَّوْقِ
لِأُشْعِلَهَا عَنقَاءَ ترفضُ
فساتينَ الرماد..
_8_
دعي عصافير أفكاري
تَزْرَعُ الْحُبَّ فِي عَيْنَيْك
فِي خَاصِرَتِك /
فِي قََلْبِك/
وفِي كُلِّ شبرٍ داستْهُ قدماكِ
حين الحضور وحين الغياب
حتى أتنكَّرَ لكل أطيَافي
وأكتفِي بظلِّك يافراشَةً تعشقُ الرقص
تحت ابتسامة الشمسِ
و تلبسُ أرديَةَ الظلال ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى