هَا نَحْنُ عُدْنَا يَا غَزَّة …بقلم شفيق العبودي

منْ لَيْلِ الغِيَابِ
ومِن شَتاتِ الذاكِرَة
عُدْنَا
منْ مَوْتِنَا المُؤَجَّلِ في المَنَافِي
من رَمَادِ الخَوْفِ في الأَزِقّةِ
البَائِسَة
من طَوَابِيرِ الجُوعِ
ومَغْصِ النُزُوحِ
عُدْنَا إِلَيْكِ يَا غَزَّة
منْ مُخَيَّمَاتِ القَصْفِ
عُدْنَا
نَحْمِلُ فِي أَكُفِّنَا حَجَرًا
وفِي قُلُوبِنَا بُرْكَان وَطَنٍ
لا يَنَام
عُدْنَا نُعِيدُ لِلْبَحْرِ مِلْحَهُ
وللأَطْفَالِ أُغْنِيَةَ الأَمَلِ
فِي وَجْهِ الرُكَام
هَا نَحْنُ عُدْنَا يَا غَزَّة
مِن بَيْنِ صَمْتِ العَرَبِ المَكْسُورِ
ونِفَاقِ السَّاسَةِ المَأْجُور
نَحْمِلُ فِي أَعْيُنِنَا صَهِيلَ المُقَاوَمَةِ
فِي أَصَابِعِنَا وَعْدُ السَّمَاءِ
أنْ لا يَطُولَ هَذَا اللَّيْلُ الجَبَان
مَرَّةً أُخْرَى عُدْنَا يَا غَزَّة
كَمْ مَرَّةً مُتِّ ثُمَّ نَهَضْتِ؟
عَنْقَاءُ العَصْرِ أَنْتِ
كَمْ مَرَةً نَزَفْتِ ثُمَّ أَزْهَرْتْ دِمَاؤُكِ نَصْرًا؟
كُلُّ طِفْلٍ فِيكِ رَايَةُ مَجْدٍ
وكُلُّ أمٍّ فِيكِ قَسَمٌ لاَ يُكْسَر
وعَهْدٌ لاَ يُنْكَث
ها نَحْنُ عُدْنَا يَا غَزَّة
أَفْرِشِي صَدْرَكِ للْعَائِدِينَ
منْ مُخَطَّطَاتُ التَّهْجِيرِ
منْ مَنَافِي الوَجَعِ العَرَبِيِّ
وافْتَحِي ذِرَاعَيْكِ
كَأَنَّكِ المَعْنَى الأَخِيرُ للْكَرَامَةْ
هَا نَحْنُ عُدْنَا يَا غَزَّة
لا نَحْمِلُ سِوَى الحُلْمِ
واليَقِين
لاَ نُؤْمِنُ إِلاَّ أَنَّ
الدَّمَ طَرِيقُنَا إلَى اليَوْمِ الحُرِّ
المُبِين..