كتاب وشعراء

الذين لم تنصفهم الحياة…بقلم زيان معيلبي

الذين لم تنصفهم الحياة
وتنكرت لهم وجوه المحن
وسلبت منهم البسمة في عز
الصبى وبداية رحلة مبهمة
الاوصاف ترص أكداسها..
ببطء شديد تراهم يلوحون.
عائدون تطردهم أشباح الموت
يحملون أكفانهم على تخمة
الأخرين وشح هذي، السنين
اولئك القريبين من الألم .
الذين أنجبتهم الأيام يتامى
لا يملكون حضن أسرة.
و لا حطب الحنان لموسم
البرد القارس يموت شعورهم
ببطئ و هم لازالوا على
قيد الحياة تدوسهم عجلات
الوحدة بسرعة الضوء لتسحق
أجنحة روحهم الجميلة .
ليس لهم الحق ان يرفعوا
رؤوسهم الشامخة منكسرين
هم يدسّون وجوههم بجدران
العتمة كي لا يراهم النور
و يسخر، أعمارهم تعدو كغزال
برئ يلاحقه ذئب جائع جداً
يلتهم أحلامهم كفريسة تتقلص
خصلات أمنياتهم و يغزوها
الأبيض في سن العشرين
يسكنون قبواً بارداً ضيقاً
رغم مساحة قلوبهم الواسعة
ضائعون هناك بلا ملامح
و لا هوية و إن صادفهم أحداً
بالخطأ لن يستدل عليهم و لا
على نبضاتهم المشوهة .
كل المخالب تشتهي سعادتهم
حتى الفراشات تستعير مخالباً
لتنخرها بإنتظاراتهم العقيمة
و حين يأتي الصباح يزفون
الألم بطرحة بيضاءٍ رغم سواد
الليل الطويل صبرون صامدون
يعاركون انياب الزمن وغدر الحياة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى