الشوق…..بقلم زكية المرموق

وأنا صحاني الشوق أيضا
عندما رأيتك يومها
على باب ,”مناوي باشا”
لم أكن أعلم
أني على موعد مع الحياة
أنا التي خرجت من تاء التأنيث
بعد عملية قيصرية،
من الأرائك المصفوفة،
من فساتين الحور،
من حقول الذكور
إلى العراء
صلبتني على الألف
كما يصلب القديسون
الذين لا تذكرهم الكتب
ولا الساحات
أهرب جثتي في القصائد
كما يهرب مهاجر سري هويته
على الحدود
فأختبئ في دروس النسيان
لكن التذكر معركة لاتنتهي بين الحقيقة
وما وراءها
أنا المحاصرة في أبجديتي
في فتاوي العميان
أستعير من الأجنحة
ريشها
كي أهرب من اسمي
لكن في كل محاولة
تمتد يد لتعيدني
إلى السجل المدني من جديد
أخطط لقتل أخوات كان
عساني أعثر على غدي
في غابة الماركوتينغ
لكن سلاحي محض كلمات
والعدو ممحاة عمياء
فإلى أين المسير
وأي اتجاه يؤدي إلينا يا حبيبي
الدروب لعبة رياضية
التاريخ نحات في متحف اللاهوت
واللغة دمرتها الإيموجات
أتركني أغرق في كؤوس فارغة
وأكتب قصائد في مديح العطش
وها أنا ياحبيبي
أغلق النص على قلبي
وأتركه مفتوحا
لنعبر من اللغة الفائضة
إلى سماء لاتبلغها الخرائط
حافية من الأسماء
عارية من الميتافورات التي سقطت على وجهي
أختار أن أولد فيك كل مرة
كأنني آخر نجاة
وأول خراب جميل
صحاه الشوق
وهو الذي لم ينم