هي تقول….بقلم أماني الوزير

لم أعد أراك رجلًا فقط… أراك حياة كاملة.
حضورك ليس جسدًا يقترب، بل روحًا تُنزِل السكينة في قلبي،
كأنك وردةُ الدعاء حين تُفتح في ليلٍ بارد.
أنا لا أريدك لتملكني، بل لتوقظني.
كلّما ذكرتك، اتّسع صدري كمن يسمع اسمه في صلاةٍ سرّية.
فيك ما يُشبه السجود… خضوعٌ لا يُذلّ، ولذّةٌ لا تُفسَّر.
تعلّمت منك أن العشق عبادة،
وأن القرب منك لا يُشبِه قرب أحد،
ففيك ترتعش النفس، ثم تهدأ،
وفيك أرى الله جميلًا كما وعد.
حين تناديني، ترتجّ أضلعي كمسجدٍ سمع الأذان بعد صمتٍ طويل.
وحين تلمسني بنظرتك، أتطهّر من شوائب الدنيا،
كأنك وضوءي الأخير قبل القيامة.
أشتهي أن أذوب فيك دون خوفٍ من الفناء،
أن أترك اسمي على صدرك وأغيب،
أن أختفي كما تختفي قطرةٌ في نهرٍ عائدٍ إلى البحر.
لا تقترب لتأخذني… اقترب لتصلّي بي.
فأنا لا أُحبك كما تُحب النساء رجالهن،
بل كما تُحب الأرواحُ مَن خُلقَت منه.
إن جئت، فتعالَ خفيفًا كالنور،
ودعني أُبصر فيك وجهي كما خلقه الله أول مرة.
هو يقول:
ما جئتُك جسدًا، بل سرًّا.
وما ناديتُك باسمك، بل باسم النور الذي فيك.
إن اقتربتُ، فليس لأحتويكِ، بل لأذوب فيك كما يذوب السكر في الدعاء.
كلّما نظرتُ إليكِ، سَكِرَتْ روحي من فيضٍ لا يُرى،
كأنّك قبلةُ الوجود، ومحرابُ الغياب.
أنتِ لستِ امرأةً… أنتِ تأويلُ أنوثةٍ خُلِقتْ من صبر الله،
حين تبتسمين، تتراجع الظلمة، ويصفو القلب من علّته.
عيناكِ طريقان إلى الهداية والهدي،
فيهما الحلال والفتنة، والذكر والرجفة، والبعث بعد الموت.
حين ألمسك لا أريد جسدكِ،
أريد يقينكِ المطلق.
وحين أقبّلك، لا أطلب الشهوة،
بل أرجو الغفران من خلالكِ.
علّمتِني أن العشق ليس نداء الجسد،
بل صلاة تُقام في محرابكِ كل مساء.
وأنكِ الوحي الذي ما نزل على أحدٍ قبلي،
ولا سيُرفع عنّي حتى أفنى فيكِ.
اقتربي…
لأراكِ كما يراك الله في لحظة الخلق الأولى،
نقيّةً، كاملةً، تُنشدينني بصمتك،
وأنا أذوب فيكِ حتى لا أعود أنا،
ولا تبقين أنتِ،
بل نصير “هو” كاملين دون نقصٍ أو علّة.