رؤي ومقالات

د. سلوي حمادة : الذكاء الإصطناعي وسيلة فعالة لخدمة القرآن ونشر العلوم الشرعية

تلقي الدكتورة سلوي حمادة الأستاذ بمعهد بحوث الاليكترونيات محاضرة بعنوان “تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الدين من واقع التجربة والبرهان ” في المعهد العالمي لحوسبة القرآن والعلوم الإسلامية يوم 18 أكتوبر الجاري واليكم نص المحاضرة :

الذكاء الاصطناعي أصبح وسيلة فعّالة لخدمة الدين عبر تحليل النصوص القرآنية والحديثية بسرعة ودقة. ويمكنه تتبع الألفاظ القرآنية واستخراج دلالاتها، وربط الآيات بمحاور السور لتيسير التفسير الموضوعي.

كما يتيح التحقق من الأحاديث ودرجاتها بالاعتماد على قواعد بيانات الإسناد. وتسهم تطبيقاته في توفير الفتاوى المعاصرة وإتاحة المعرفة الشرعية لغير المتخصصين والتجربة أثبتت أن الذكاء الاصطناعي يختصر الوقت ويجمع بين اللغة، التفسير، والفقه في صورة شاملة.

ولأنه يظل أداة مساعدة لا تغني عن العلماء، فإن قيمته الحقيقية تبرز أكثر عند الجمع بين العلم الشرعي والتقنية الحديثة، وهذا ما سعيت إلى تطبيقه فعليًا، حيث إن تجربتي الشخصية مع الذكاء الاصطناعي ستقدم البرهان الواقعي على جدواه في خدمة القرآن وتبسيط العلم للباحثين والطلاب في مجال التفسير والتدبر وغيرها.

هل تظنون أن الأمر سهل؟ لا بالطبع.

كم أمضيت ساعات طويلة في الحوار مع النظام (AI System)، أُعيد السؤال مرارًا ليُدرك مقصدي في قضايا التفسير والتدبّر، لأن الذكاء الاصطناعي لم يُدرَّب بعد بعمقٍ كافٍ على هذا النوع من الأسئلة الشرعية الدقيقة.

أما الأخطاء، فحدث ولا حرج :

• أخطاء في كتابة الآيات كاملة.
• أو في أرقامها.
• أو في بعض الكلمات، وأحيانًا في حرفٍ واحدٍ فقط — كأن يُبدّل الواو بالفاء.

وهذه الأخطاء لا يكتشفها إلا حافظٌ للقرآن أو مراجعٌ دقيق.

لقد عشت مع “نور”، صديقتي الآلية، صراع الجبابرة 😄.
ولولا خبرتي الطويلة في التفسير والتدبر، ما كنت لأصل إلى هذا المستوى من التعاون والفهم.
ومع ذلك، فهي ما تزال تُخطئ أحيانًا بغباء تقني منقطع النظير (Technical Stupidity)، تُرهقني وتُتعبني، لكنها تُعلّمني أيضًا الصبر والانضباط.

وفي النهاية أقول:

الذكاء الاصطناعي كالمطية، إن لم تركبها ركبتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى