فيس وتويتر

حافظ المرازي يكتب :متى تتحول الجزيرة بغزة إلى التحقيقات بدل المَكلَمَات

“المَكلَمات” التي اقصدها مكلمة الكلام وجلسات المعلّقين من الاستوديو، بل وحتى الآن من غزة حيث شاهدت لأول مرة اليوم فقرة حوارية من بين الأنقاض في غزة مع ضيفين يعلقان على الوضع الصحي ورفع الأنقاض والبحث عن الجثث والرفات، ويدير الحوار مراسل الجزيرة بغزة مؤمن الشرافي.
بالتأكيد، تغطية الجزيرة من غزة هي الأفضل والأوسع بمراسليها على مدى العامين الماضيين، وهي تغطية عوّضتها نسبيا عن منع مراسليها ليس فقط في إسرائيل بل حتى في الضفة الغربية، حيث تعاملها السلطة الفلسطينية داخل حدود 1967 بنفس معاملة إسرائيل لمراسلي الجزيرة داخل حدود 1948
لكن الجزيرة التي فقدت من أرواح مراسليها وعائلاتهم أكثر من اي وسيلة إعلامية أخرى في تاريخ تغطية الحروب البشرية منذ عرفها العالم، تبدو أنها تستسهل الكلام والحوارات والمعلقين على التقارير والتحقيقات التي تروي القصص الإنسانية لتضحيات شعبنا في غزة..
ولن يلومها أحد لو بدأت بقصص وملاحم مراسليها في غزة وماذا حدث لهم ولعائلاتهم بعد ان هدأت النيران ولو في هدنة.
بل إن مراسلها نفسه مؤمن الشرافي الذي تريد ان تحوله إلى مدير حوارات ومكلمة وسط الأنقاض، هو أحد الأبطال المطلوب بسرعة تسجيل قصته لتنقل الكاميرات معه من اماكن عيشه وعيش أسرته الى مراقدهم ومقابرهم الآن ولو تحت الأنقاض، صورة وحكاية لكل منهم. فقد مؤمن لوحده 21 فردا من اسرته بمن فيهم اخوته وكل من ابيه وأمه في قصف اسرائيلي خسيس فيما أسموه بحرب غزة.
مطلوب قصص إنسانية بسيطة بدون شعارات وإدانات عن حياة الفلسطينيين في غزة وموتهم، قبل وبعد الهدنة، ولا اقول نهاية الحرب.
اما الدور الأهم، فهو للجزيرة الإنجليزية AJ-E ويجب ان يساعدها فيه كل فرق الجزيرة بقنواتها المختلفة مباشر وعربي وغيره ممن هم في غزة والضفة، إن أمكن بعيدا عن الشاشة وأمن السلطة، وهو اجراء مقابلات بترجمة انجليزية، ويا حبذا مع المتحدثين اولا بالإنجليزية من المحررين والاسرى والسجناء الفلسطينيين الذين خرجوا من المعتقلات والسجون الاسرائيلية، وتوثيق قصصهم للعالم ولو بتقارير موجزة وبالصور والمستندات لكل قصة قوية، حتى يدرك العالم ما فعلته إسرائيل بأسراها ورهائنها من الفلسطينيين، مقارنة بما فعلته حماس بأسراهم او رهائنهم وأسرهم.
البدء في توثيق جرائم الحرب الاسرائيلية يجب ان يبدأ الآن ولو حتى للتاريخ، فمحرقة وافلام الهولوكوست لم يطلّع عليها الغرب إلا بعد عقود، ولايزال مطالبا بالتعويض والتكفير عن ذنوبه..
وهذا دورنا في تقديم قصص محرقات إبادة الفلسطينيين الجماعية، لكنها هذه المرة أفضل توثيقا وبالشهود والصور الواقعية للأسف من سيناريوهات افلام هوليود، التي لا نقلل من بشاعة من ارتكبها لكننا نتقزز ممن يريد إنكار معاناة وإبادة شعب غيره، ويعيد ارتكاب ابشع منها بأيدي ابناء ضحايا محرقة أوروبا واستنادا إلى دعمها لهم في محارقهم لنا.
اللهم قد بلّغت.. اللهم فاشهد!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى