كتاب وشعراء

مقامُ العاشقةِ الأولى…..بقلم محب خيري الجمال

(1)
تمشّطُ ليلَ القصيدةِ بالكحلِ
تمضي
وتتركُ فوق الرصيفِ
بقايا فَراشَتِها الحُلوةِ
ثم تعودْ
تعلّقُ قلبي
كقرطٍ يُضيءُ المدى
كلما خافَ وجهُ الصباحِ النشيدَ،
يصيحُ بها:
انتبهي!
فالعشاقُ لا يرجعونْ
(2)
أنا
كنتُ أولَ من صاغَ قمراً
على شفتيها
وقصَّ الضبابَ
لتظهرَ تحت الزفيرِ
عيونُ الجُنونْ
وكانت تقول:
تعالَ ارتشفْني
كأنكَ أولُ من يبتكرُ العطشَ المرتجفْ
كأنك تعرفُ
أن البنفسجَ حين يميلُ،
يفوحُ من الروحِ طيفُ الاعترافْ
(3)
أحبُّكِ
لا ليس حبًا بسيطًا يُحاطُ بشرحْ
ولا وجعًا يُصاغُ على شرفاتِ اللغاتِ البليدةِ
أو في السَطرِ
بل هو خفقُ المُحالِ
إذا احتدَّ،
وانهارَ
حين تؤولُ القصيدةُ إلى صمتها
ويفيضُ الرصاصْ
(4)
وكانتْ كأنَّ يديها سُلالةُ رُعبٍ
إذا ما تَماسّتْ
تهدُّ المقاماتِ
والوترَ الرابعَ
المكسورْ
وكانتْ كأنَّ الوداعَ بها
نشوةٌ
أو نشيدٌ ينامُ على شفةِ الموتِ
دون استئذانْ
(5)
تسلَّلتُ من ظلِّها
وافتعلتُ التجلّي
بأنّي نجوتُ
لكنّي
عَرفتُ المسافةَ بيني
وبينَ الغيابْ
كخيطٍ من الضوءِ
في مَهبَ رِيحٍ،
يريدُ النجاةَ
ولكنَّهُ لا يُجابْ
(6)
أُسمّي فُصولي بأسمائها
كلّما خانني فرحٌ
قلت:
هذا انحناءُ التوليبِ إن غابتِ المزهريهْ
وإن هبَّ شوقٌ
وقلتُ:
الرياحُ التي مرّتِ الآنَ
كانتْ تُدرِّبُ قلبَ النهارِ على قبلتينْ
وتُرشدُني ليدَيْها،
إذا مسَّني بردُ تشرينَ
أو
سَكَنَ الحُزنُ نافذتي الوحشيّهْ
(7)
أحُبُّكِ
كالماءِ فوق الحريقْ
كأنَّ احتراقًا
سيخلُقُ ماءً جديدًا
ويُشعلُ نبضيَ في شجرِ الذكرياتْ
أُحبُّكِ
مثل انحرافِ الطريقْ
إذا كنتِ آخرَ من عبرتِ
فكلُّ الجهاتْ
تصيرُ إليكِ،
ويفنى سواكِ البقيّهْ
(😎
وأنتِ التى
لو تأخرتِ عني دقيقهْ
تأخّرَ قلبي
عن الحُلمِ
عن زَفرةِ الليلِ
عن يقظةِ النجمِ
عن فكرةِ المُستحيلِ
إذا انبلجَتْ
من سريرِ الغوايهِ
عاريةً
كالحقيقهْ
(9)
فلا تسألي عن فمي
حين تبكي الحروفُ
على رُكبتيكْ
ولا تسألي
عن قميصي إذا ابتَلَّ
منكِ المساءْ
ولا تسألي عن جنوني،
فأنتِ الجنونْ
وأنتِ انتهاءُ البدءِ
وبدءُ النهايهْ
(10)
سأجمعُ صوتكِ
في قِرْبةٍ
من جُنونِ الخزامى
وأمضي
أُغنّي لنفسي
وأبكي عليكِ
كأنّي نبيٌّ
تخلّى عن الوحْيِ
حين اقتربْتِ
فكنتِ
الرسالةْ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى