كتاب وشعراء

آداب زيارة قبور الصالحين….بقلم محمد إبراهيم العشماوي

زيارة قبور المسلمين سنة في الجملة، للرجال، بإجماع المسلمين، واختلف فيها للنساء، والمختار جوازها لهن بالضوابط الشرعية، من عدم لطم الخدود، وشق الجيوب، وإظهار السخط والجزع، والتزام الحشمة، لقوله صلى الله عليه وسلم: “زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة”، ولقوله: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها”، ولم يستثن قبرا دون قبر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من زيارة البقيع – مقبرة المدينة – وشهداء أحد، ويسلِّم عليهم، ويدعو لهم، ويأنس بهم، ويأنسون به!
وتتأكد الزيارة، وتستحب، للوالدين والأقربين والأرحام، وللعلماء والأولياء، ولآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: “قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى”، والزيارة من المودة!
ويستحب أن يستقبل وجه الميت قائما، قريبا منه، ويسلِّم عليه، ويدعو له، ويقرأ ما تيسر من القرآن، ويهب ثوابه له، فإن كان مستعجلا قرأ (يس) و (تبارك الملك) و (قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرة، و (الفاتحة)، أو اقتصر على أحدها، ويستقبل القبلة عند الدعاء، وقيل: يستقبل وجه الميت، وكلاهما صواب إن شاء الله!
ولا يطوف بالقبر؛ إلا إذا مشى بضع خطوات ليستقبل وجه الميت؛ فإنه سنة، ولا يتمسح بالقبر بجسده، ولا يلمسه بيده، ولا يقبِّله، ما دام ثابت العقل، غير مغلوب عليه؛ فإن ذلك من عادات أهل الكتاب!
ولا يزاحم على القبر، ولا يختلط الرجال بالنساء، وليتجنب الضوضاء، والصخب، والأكل، والشرب، والأذى!
وقد اتفق السلف والفقهاء على أن زيارة قبور الصالحين فيها منافع عظيمة، منها العظة، والاعتبار، وتذكر الموت والآخرة، والانتفاع ببركتهم، والاستئناس بأرواحهم الطاهرة، وراحة النفس بهم، ورجاء إجابة الدعاء في تلك المواضع الفاضلة، فعند الصالحين تتنزل الرحمات!
وفيها أيضا نفعٌ للمَزُور بالإيناس، والدعاء له!
وبالله التوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى