فيس وتويتر

محمد السطوحي يكتب :مابين محمود الجوهرى و طه الدسوقى

الهجوم الأخير على الفنان طه الدسوقى بسبب فقرته الساخرة فى افتتاح مهرجان الجونة السينمائي ذكرنى بحاجة حصلت زمان. كنت فى منزل الناقد الرياضى الراحل نجيب المستكاوى فى المعادى لإجراء حوار، وتطرق الكلام -بعيداً عن التسجيل- إلى وضع الصحافة الرياضية فى مصر وكان غاضباً من حالة الجهل التى تشمل أغلب الصحفيين الرياضيين. تحدثنا عن تركيزهم الكبير على كرة القدم وتجاهل باقى الرياضات وسألته: هل ده لأنها اللعبة الوحيدة التى يفهمون فيها؟ رد بحسم: ولا حتى عندهم فكرة عن الكورة.
بعدها بشهور ثارت الدنيا ضد المدرب الشهير محمود الجوهرى بسبب انتقادات وجهها للصحافة ومستوى النقد الرياضى. المفاجأة كانت أن الأستاذ الكبير نجيب نفسه شارك فى هذه الحملة بمقال قوى ضد الجوهرى دافع فيه عن زملائه.
طبعاً السبب واضح، فهناك مفهوم قبلى يحكمنا فى كل شئ، من محامين لأطباء ومهندسين وصحفيين، وشعار كل طائفة: أدعى على ابنى واكره اللى يقول آمين!
وقد عُدت إلى فيديو الفنان طه الدسوقى لأرى إن كان فيه مايبرر حالة الهياج التى أصابت بعض الصحفيين ضده، فوجدت أن كلامه كان فى إطار السخرية اللطيفة من التحول فى حياة الفنانين وفقدان الخصوصية مع تركيز الأضواء عليهم، وكانت انتقاداته غير المباشرة للصحفيين بسيطة مقارنة بما يقوله الصحفيون أنفسهم عما آلت إليه مهنتهم التى صارت محل شكوى وإحباط.
صحيح أن نسبة من الصحفيين لاتزال تحاول مواجهة التيار والحفاظ على الحد الأدنى من القيم المهنية فى عملهم، لكننا نعرف أن جهودهم ضائعة وسط طوفان من الانحراف والسوقية والابتذال.
من لايريد الاعتراف بذلك فهو يخفى رأسه فى الرمال. ومن يغضبه أن النقد جاء من خارج الصحفيين فهو يعيش بمنطق القبيلة.
الصحافة تحتفظ لنفسها بحق النقد والهجوم ضد أي فرد أو جهة، فلماذا تريد أن تعتبر نفسها فوق النقد؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى