جمال محمد غيطاس يكتب :بعد رفع سعر البنزين: احذروا انفجار اليائسين

قرار رفع سعر البنزين الأخير واحد من سلسلة قرارات مماثلة متواصلة، تؤكد أن السلطة القائمة ماضية دون تردد ولو للحظة واحدة في تطبيق النهج الذي ترى أنه السبيل الوحيد للخلاص من الازمة الطاحنة القائمة، وصولا الي تحسين المعيشة، وهذا النهج قائم على مد خط الضغط على الناس الي ما لا نهاية، بقبضة حديدية خشنة، يجري في ظلها الإسراف بشدة في الجباية من جيوب الناس، والتطرف في الاستدانة من الخارج، وتحقيق الخضوع بأسلوب إزالة الاعتراض من المنبع أو ما قبل المنبع.
تطبق السلطة رؤيتها وتطلب من الشعب التحمل مرة تلو الأخرى دون أن يلوح في الأفق نقطة نهاية واضحة، تنفرج فيها الأزمة وتتغير فيها الأمور إلى الأفضل
دون دخول في تفاصيل وجدل
على السلطة الانتباه الي أن التعامل مع الأمور بالنهج القائم على ثلاثي الجباية بإسراف والاستدانة بتطرف والكبت بقسوة، سوف يصل بالناس حتما إلى حالة اليأس التام من الحاضر بمسئوليه ومن فيه وما يجري فيه.
ساعتها سيحدث رد الفعل الانفجاري العنيف، الذي لن يكون مدفوعا بالتطلع الي المستقبل، وإنما مدفوعا بفيض عارم من الشعور باليأس من الحاضر، وهي حالة معروفة تاريخيا بأنها وصول الخضوع إلى أقصى مداه، وانقلابه من خضوع كامل الي سيف حاد خارج السيطرة.
إذا كان الوضع الحاضر يبدو في نظر السلطة هادئا طيعا لينا تقلبه وتحركه بأصابعها كيف تشاء وقتما تشاء، فعليها أن تعلم أن الهدوء واللين ليسا استقرارا نابعا من الرضا بالوضع، ولكنه حالة ناجمة عن تخميد تحقق بإجراءات قاسية، وكبت يمارس بفعل سيف الخوف.
انفجار اليائسين أمر يرفضه ولا يتمناه كل من لديه ذرة من عقل، ولديه الحد الأدنى من الخوف والخشية على أمته ووطنه ودولته،
الأمة والوطن والدولة مختلفون كليا عن السلطة، فسياسات السلطة تدفع باتجاه انفجار اليائسين، بعدما تكون الأمة والوطن والدولة قد حشروا في الزاوية، وإذا انفجر اليائسون ستتبخر السلطة في بركان الغضب اليائس، ولن يكون لديها عاصم يعصمها من المصير المحتوم، حتي لو آوت الي قمة جبل.
وعلى الناحية الأخرى ستخرج الامة مكلومة والوطن مجروحا والدولة مهلهلة.
فهل هذا ما نريده لأمتنا ووطنا ودولتنا؟





