كتاب وشعراء

▪︎ حِينَ تَمْشِي الفِكْرَةُ بِثَوْبِكَ…..بقلم خديجه بن عادل

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

▪︎ حِينَ تَمْشِي الفِكْرَةُ بِثَوْبِكَ
أَنْتَ لَا تَمُرُّ بِي…
بَلْ تَمُرُّ مِنِّي،
كَأَنَّكَ فِكْرَةٌ خُلِقَتْ مِنْ نَفَسِي الأَوَّلِ،
تَبْحَثُ عَنْ جَسَدٍ لِتَسْكُنَهُ.
كُلَّمَا اقْتَرَبْتَ،
تَتَّسِعُ فِيَّ المَسَافَةُ بَيْنَ الصَّمْتِ وَالكَلِمَةِ،
فَأَخَافُ أَنْ أَتَكَلَّمَ،
فَيَكْتَشِفَ العَالَمُ أَنَّ اسْمِي صَارَ نَغْمَةً مِنْ صَوْتِكَ.
عَيْنَاكَ لَيْسَتَا عَيْنَيْكَ،
إِنَّهُمَا نَافِذَتَانِ عَلَى الضَّوْءِ الَّذِي لَمْ يَفْهَمْ بَعْدُ كَيْفَ يَرَاكَ.
أَحْيَانًا أَرَاكَ فِي الغِيَابِ أَكْثَرَ مِمَّا أَرَاكَ فِي الحُضُورِ،
كَأَنَّكَ وَهْمٌ يُصِرُّ عَلَى أَنْ يَكُونَ حَقِيقِيًّا.
يَا رَجُلًا يُشْبِهُ المَطَرَ،
لَا يَأْتِي حِينَ أَطْلُبُهُ،
وَلَكِنَّهُ كُلَّمَا جَاءَ، غَيَّرَ شَكْلَ الأَرْضِ فِي دَاخِلِي.
كَيْفَ لِقَلْبِي أَنْ يَنْسَى مَطَرَكَ الأَوَّلَ،
وَقَدْ نَمَتْ فِي أَعْمَاقِهِ زُهُورٌ مِنْ نَفَسِكَ؟
كَيْفَ لِرُوحِي أَنْ تَتَجَاهَلَكَ،
وَقَدْ خُلِقَتْ لِتَكُونَ صَدَاكَ؟
أُحِبُّكَ طَرِيقَةً لَا تُشْبِهُ الاِعْتِرَافَ،
بَلْ تُشْبِهُ صَلَاةً بِلَا كَلِمَاتٍ،
أَتَوَضَّأُ فِيهَا بِالعِطْرِ،
وَأَسْجُدُ فِيهَا لِلدِّفْءِ الَّذِي يَمُرُّ مِنِ اسْمِكَ.
وَفِي آخِرِ الأَمْرِ،
لَا أَعْرِفُ أَأَنْتَ حَقِيقَةٌ تَسْكُنُنِي،
أَمْ أَنَّنِي حُلْمٌ يَتَنَفَّسُ بِوُجُودِكَ.
كُلُّ مَا فِيَّ يُصَلِّي نَحْوَكَ،
حَتَّى صَمْتِي، حَتَّى الشُّعَاعُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ عَيْنِي حِينَ أَذْكُرُكَ.
أَنْتَ لَا تَعْرِفُ…
كَيْفَ يَتَشَكَّلُ الدّفْءُ فِي دَمِي كُلَّمَا مَرَّتْ فِكْرَةٌ مِنْكَ،
وَلَا كَيْفَ يَنْحَنِي القَلْبُ كَسَاجِدٍ،
إِذَا نَادَانِي نَبْضُكَ بِصَمْتٍ.
فِي حُضُورِكَ،
أُشْبِهُ نَفْسِي وَأَغْتَرِبُ عَنْهَا فِي آنٍ وَاحِدٍ.
أَحْتَرِقُ، نَعَمْ،
وَلَكِنَّنِي أَتَوَهَّجُ،
كَأَنَّ العِشْقَ نُورٌ يَخْتَبِرُ بِالنَّارِ مَعْنَى الوُجُودِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock