فيس وتويتر

السفير فوزي العشماوي يكتب:أمريكا وإسرائيل

هناك تصاعد ملحوظ وربما غير مسبوق في حدة الإنتقادات والتحفظات العلنية من ترمب وأركان إدارته تجاه إسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة
ترمب ونائبه فانس ينتقدان بشدة تصويت الكنيست المبدئي علي ضم الضفة، ويؤكدان أن هذا لن يحدث، وترمب يعيد التأكيد علي صمود إتفاق السلام الذي أطلقه ورعاه، وأنه لايمكن أن ينكص بوعوده للدول العربية بتحقيق السلام، بل إنه أعاد الحديث المتفهم ( والمهدد في ذات الوقت ) ل hماس، وصولا للحديث المهم ولأول مرة عن دراسته لموضوع الافراج عن المناضل مروان البرغوثي !!
سموتريتش وزير المالية المتطرف من جانبه وفي تطور مفاجئ يتراجع سريعا عن تغريدة مسيئة للسعودية ويقدم مايشبه الإعتذار العلني السريع وغير المعتاد ..
هذه التطورات تثير الدهشة والحيرة، فهي لايمكن أن تعني تناقضا جوهريا في مصالح الحليفين العضويين، ولكن هذا التوتر المكتوم الذي أصبح يخرج للعلن بصورة متكررة يعكس خلافات حقيقية في وجهات النظر بين الجانبين في كيفية تحقيق المصالح العليا لهما، وتململا أمريكيا ( خاصة من جانب ترمب ) من العزلة التي يدفعه إليها دعم السياسات المتطرفة لنيتنياهو وحكومته، وإجهاضهما للإنجاز الوحيد الحقيقي الذي يمكن أن يتباهي به وهو إيقاف المقتلة في غزة بعد فشله في جل الملفات الأخري ..
نخطئ كثيرا لو تصورنا أن الطلاق وشيك بين الحليفين، ولكننا أيضا نكون مقصرين لو لم نعمق هذه الخلافات بإيضاح الأضرار الجسيمة التي تهدد المصالح الامريكية جراء إنحيازها المطلق لتل أبيب، وربط أي خطوات تقارب بالتوجه الحقيقي للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وإنتهاز الدول العربية لهذه الفرصة التاريخية للضغط من أجل إخراج المناضل الكبير مروان البرغوثي لكي يكون لدينا قيادة فلسطينية جامعة ومتوافق عليها ..
تغريدة سموتريتش تجاه السعودية ومن قبلها هجوم إسرائيل علي الدوحة تثبت مرارا وتكرارا أن الكيان ينظر إلينا جميعا بذات الطريقة ومن ذات المنطلق، وأن لابديل أمامنا سوي وحدة الكلمة للجم سياساته التوسعية والعدوانية !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى