فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :تجدد الإنشقاق بين “تركيا وقطر” و”السعودية والإمارات”

هل يعيد أردوغان الإحتلال العثماني تحت راية حلف الناتو؟

غابت السعودية والإمارات عن مؤتمر شرم الشيخ، بينما حضر أردوغان، ويواصل حاليا أردوغان جولة خليجية لا تشمل السعودية والإمارات .. الأزمة مستمرة، بل متفاقمة بين محوري حلفاء أمريكا في المنطقة، وسر غضب السعودية والإمارات أن توكيل مصالح أمريكا والكيان عاد إلى تركيا وقطر بعد أن كان قد انتقل إلى السعودية والإمارات – كان الشرق الأوسط الجديد مخطط مشترك بين الدول الأربعة، وأن يكون زر تفجير المنطقة بما يسمى الربيع العربي، وكانت تركيا قد أعادت تشكيل “إنكشارية” إسلامية على شاكلة ماضي الدولة العثمانية، التي جمعت أطفالا أيتام ومخطوفين ومجهولي النسب وغيرهم، وأنشأت لهم معسكرات تدريب تقوم على دروس في الجهاد وتدريب عسكري، لتكون القوة الضاربة للدولة العثمانية، وهو ما أعاده أردوغان بجلب جماعات مسلحة من عشرات الدول تحت دعاية إعادة الخلافة الإسلامية، لكن مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي كانت تعول عليه الولايات المتحدة بقيادة تركية ودعم مالي وإعلامي وسياسي خليجي لم يحقق أهدافه، وكان من أهم عوامل فشله إنقسام حلفاء أمريكا، بعد اكتشاف خلايا إخوانية في كل من السعودية والإمارات، وكانت فجيعة بأن يمولا مشروعا سيصبحان ضحيته، فانقلبتا عليه، وسقط حكم الإخوان في مصر وتونس والسودان، وحقق نجاحا جزئيا ومؤقتا في كل من ليبيا والمغرب. لكن الوضع تغير بعد أن استغل فشلت حملة السعودية والإمارات على اليمن، بينما استغل أردوغان انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، وحقق نجاحا مهما في سوريا بمساعدة إسرائيل والغرب، ليعود إليه صك توكيل مصالح أمريكا والكيان وحلف الناتو، ومساعدة أردوغان في قمع المعارضة، بل دعم إنشاء صناعات عسكرية تركية بمكونات معظمها أمريكي وأوروبي.
كان أردوغان قد غضب من أمريكا والناتو، وأعلن التمرد، وكاد يدفع حياته ثمن هذا التمرد في انقلاب عسكري، أنقذه منه بوتين، بل دعمه لاحقا بإقامة محطة نووية، وإمداده بمنظومة إس 400، ومنحه تسوبق حصة من غاز ونفط روسيا بأسعار بخسة، لكن مع استعادته توكيل تمثيل مصالح أمريكا والكيان انقاب على بوتين، وبنى مصنعا لطائرات بيرقدار في أوكرانيا، وقبلها سلم أسرى أوكرانيين إلى كييف، رغم أنه تعهد بعدم تسليمهم إلا بعد الحرب، بل دفع حليف إلهام علييف رئيس أذربيجان إلى الصدام مع روسيا، وهكذا اكتسب أردوغان ثقة أمريكا والكيان وأوروبا، وعاد لاختراق المنطقة بدعم من الناتو، تحت نفس غطاء “الإسلام الصهيو.ني”، وجزؤ من مهامه أن يحتوي غزة، وأنشأ قاعدة في الصومال لمواجهة اليمن، واستكمال دوره في ليبيا، إلى جانب دوره في قطع الطريق أمام الصين وروسيا في وسط آسيا. طموحات أردوغان أكبر بكثير من قدراته، خاصة مع تغير الأوضاع الإقليمية والدولية، وانكشاف غطاء الإسلام العثماني، ولن ينطلي على أحد معاركه الكلامية فقط ضد الكيان، بينما ينسقان معا على الأرض، ويضع تركيا في مهب إعصار قادم من الشرق بزعامة الصين وروسيا، مع انكشاف أمام الشعوب التي عرفت الهدف الحقيق من وراء ما يسمى “الربيع العربي”، والذي لم يكن سوى مخطط الشرق الأوسط الجديد بقناع مخادع، يصعب أن يتكرر، حاصة مع عودة الإنشقاق بين السعودية والإمارات من جهة وتركيا وقطر من جهة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى