رادار قلب/للشاعر السوري (أبو أيهم النابلسي)

# أبو أيهم النابلسي/سوريا
رادار قلـب
“” “” “” “” “”
ونقش على القلب منعقدٍ
ونـداء خفـي
إلهـي
لقـد مسني الضـر حتى اهتريت
فمن غيـر عـفـوك يـُرجى
لهـذا الشقي
قـاسٍ هـو طـريـق المـاء
والركض فوق حرير الليل
قاس هو الوقوف على حـافـة الحياة
حيث لا خـلاص ولا نهـايـة
وكل الأشياء تبدو بلا نقـاط
مثل هـواء مضغوط في الهواء
تحت جنـاح طـائـر
مثـل صمـت ضوء فقـد رفـاهيته
فتصبح الأيـام كحـواف الزجاج المكسور
أقف على حـافـة الإنتظـار الذي أكمل رحلته
هـو الآن على وشك الانتهاء
لتبدأ رحلتي بين الضوء وبين الظل
أقف على فوهة نافذة تطل على اللاشيء
توشوشني ببطئ كأنها تتنفس
تقول :
في الطريق حرائق مطفأة
تركض في تفاصيل المكان
تتشكل من جديد
قادمـة من زمـنٍ بعيـد
أقف كخـواء يتأهب لاجتياح عالم ممتلئ بالوهم
كظـلٍ غادرني لأنه أدرك ان امتلاءنا خدعة
أقف رغم اتساع الفراغ داخلي
كمن يسند جداراً متهالكاً بـروحـه
مـا أقسى ان تشيخ مكـرهـاً
وقلبـك مازال طفـلا
أقف مثل تمثال ( أورفا ) أحدق في الزمن
كسؤال يصعب طرحـه
حيث يتسلل التاريخ ببطئ سريع
من اللحظة التي لا امسكها
فحضرته لا يعتمد على النوايا
ولا يسمع الدعاء
ولا ينمو في مدن الشظـايا الباهتة
ولا يعترف الا بمن يقرأه بيديه
الصمت على ما لا يُطـاق
تنهيـدة وصـلاة
في عالم لم يعد يصلى الا على الفيس
عتبات اليوم
غسق ممتلئ بالعتمة الضيقة
حيث نقف على قلـوبنا
فاللحظة التي تسحقنا عمرها الف عام
والسلام يرتدي أجراساً سوداء
اسأل نفسي على انفراد
هل انا الشخص الذي أود أن اكونه
هل انا الشخص الذي كان من قبل
أشعر أن أجزاء كثيرة من حياتي لا تشبهني
مع ذلك استطيع تغيير نظرتي
الى العـالم
سأقطع المسافة للعدم
سيرا على القراءة
سأجلس على زاويته الحادة
واقذف قلبي في منحدره
واتركه يطفـو كالفـراشة
في ذاك الخريف الجميل
فالفـراشـات لا تحط على الازهار الـذابلـه
أبردين / اسكوتلندا
24 / 10 / 2025







