مشهد من مسرحية الحياة…….بقلم زكية المرموق

في الصباح
حينما يفتح العالم عينيه
وتخرج البرية من غبشها
يدب الانسان
والحيوان
وجميع المخلوقات في الارض
كما يدب الجنود الى ساحات المعركة
فتخرج الكلمات من سريرها
تحضر قهوتها
وهي تفكر كيف تتخلص من أضدادها
قبل أن تسقط في شراكها
العدم يمد يديه بكأس الى الوجود
وهو يقهقه
الحرب تشعل شموعها في ثوب
السلام
لتحتفل بأعياد ميلادها عدة مرات في السنة
الأغنياء يدوسون على أحلام الفقراء
كما يدوس جرار على حقل
لكن حينما كان طفل يلهو خلف المشهد بالحجارة
أشعل النار دون أن يدري
فامتدت إلى ملابسه
ثم إلى القش بجواره
ثم إلى الحقول
الغابات
الجبال
الأكواخ
القصور
الأصنام
الكهنة
الأحياء
الموتى
الأناشيد
الذنوب
لم تترك شيئا
لافوق الأرض
ولا تحتها إلا وأخذته في طريقها
حتى تحول الكل إلى مادة سائلة تجري كما تجري الأنهار
و جاء خزاف من جهة لايعرفها أحد
فأعاد تشكيل كل شيء من جديد
يقولون التاريخ دائرة
فكيف نخرج منها
دون أن يتهمنا الرواة
بتهريب الشهود من الكتب
إلى الحياة







