تَرتِيلة عِشق…..بقلم أماني الوزير

الغرفةُ تذوبُ بي،
كأنّ الجدرانَ تعرفُ شهقتي بالاسم،
تضيقُ بي المسافةُ بينَ الضوءِ وجسدي،
فأخلعُ عن الوقتِ رداءه،
وأدخلُ فيه كما تدخلُ النارُ في جسدِ عاشقٍ.
تقتربُ،
فتختلطُ أسماؤنا على لسانِ الليل،
وأسمعُ في دمي ترتيلةً
لا تشبهُ إلا الغفرانَ بعدَ الذنب.
لا تلمسني…
بل فكّك حدودي،
دعْ جسدي يتسرّبُ منّي كالماء،
أريدُ أن أعرفَ نفسي فيك
كما تعرفُ النّارُ رمادَها بعد الاحتراق.
علّمني كيفَ أُخطئ بكَ أكثر،
كيفَ أفتحُ بابَ الجنةِ من شقّ شَفَة،
وكيفَ يصيرُ اللمسُ صلاةً،
والهمسُ أذانًا لا يسمعهُ سوى الله.
أنا لا أُحبّكَ…
أنا أتطهّرُ بك،
أغتسلُ من صمتي،
وأرتدي ظلّك كإيمانٍ مؤقّتٍ
بينَ الشكِّ والعشق.
خذني كما يأخذُ الصوفيّ خيالهُ في الدوْران،
أدوخُ فيكَ ولا أصل،
أراكَ في الغيابِ أكثرَ ممّا أراكَ في القرب،
حتى يصيرَ اسمُكَ في فمي…
محرابًا،
وشَفَتي… محرّمةً إلّا عليك.
عندما أراكَ تتلاشى في الضوء،
يصبح حضوركَ لا يُغادِرني بل يتحوَّلُ فيَّ،
يذوبُ بينَ نبضي وأنفاسي
حتى صرتُ أميّزُ صداكَ منّي بصعوبة.
أجمعُ ما تناثرَ من حروفي،
وأرتّبُها كخرزٍ في مسبحةٍ قديمة،
أُسبّحُ بها اسمَكَ دون أن أنطقَه.
كأنك سلامٌ ينسابُ في صدري
كماءِ طهور ينساب على جرحٍ نسيَ أن ينغلق،
ورعشةٌ تذكّرني
أنّ الحياةَ — مهما اشتدَّ ليلُها —
تبدأُ دومًا من لمسةٍ،
من خفقةٍ،
من خطيئةٍ جميلةٍ…
اسمُها أنت.







