حين تجوع القصيدة …د.ناديا حمّاد
حين تجوع القصيدة
تأكلُ عقلَ الشاعر
يختل التوازن
يحاولُ التيهُ أن لا يخونَ الاتجاه
جدارُ الجنونِ منخفض
خلفه شاعرٌ يلوِّح بمفرداته
في الهواء
ليحدثَ عاصفةً هوجاء
ترمي بنا بعيدا
و نحن بكاملِ الانتشاء
**
صديقتي شاعرةٌ مسكونةٌ
بالقلق
تحيكُ ثوباً مقفّى
ترتديه حين يَعرى حزنُها
تقيسُ خصرَها النحيل
بقصيدةٍ مغلولة الأفق..
**
جاري السبّاكٌ كان يجهلُ معنى
القصيد
فجأةً تدفّقتْ نافورةُ شعرٍ
من شفتيه
لم تتوقفْ بعدها
أغرقَ الفضاءَ الأزرق…
***
أتذكّرُ شاعراً أضناهُ العشق
ظلَّ طوالَ هذا العمر الفسيح
يحجُّ إلى حقولِ حبيبته
يحصدُ القصائدَ من شَعرِها
الممتلئِ بالشمس والضوء .
لكنها غادرتْهُ
لتخضرَّ في مكانٍ ٱخر
و تركتْه غامقا
لا يشبهُ أحدا..
****
شاعرٌ آخر أثقلتْ روحَهُ
التابوهات المغلقة
خَنقتْه الانتماءاتُ الضيقة
والكتب الصفراء
كان يحْفِرُ بقلمه والناسُ نيام
نفقاً إلى الثقافات الأخرى
حيث الأفقُ الفسيحٌ للحريُة….
–
شاعرةٌ ثلاثينية
بأنوثةٍ فائضة
تفك عرى أزرار القصيد
تلعقُ الحروفَ بشبق
تتضرّجُ رقبةُ المعاني
بأحمرِ شفاهِها القاني ….
–
في المقهى البحري
شاعرٌ ثملٌ
مايزال يُقنعُ النادلةَ أنّها
جزيرة
وأنّ نهدَها قاطعُ طريق..
—
في ركن المقهى المنسي
شاعرٌ ” اقتصادي”
يَنعي راتِبَه الضئيل
الذي التهمتْه رغباتُه
صار يبيعُ أقواسَ قزح
لبلادٍ بلا مطر .







