
خلت من الأراجيح شوارعنا
لا صدى لقرقعات الصغار في الحي
لا شيء يؤجج الذكرى
كيف يكون للوح خشب وحبلين أول الوجد
ولدمية بلاستيك أول التحنان
ولصاحب السيف الخشب فارس الفرسان
وصغار على ظهر عربة يجرها حصان
شاهرين أصابعهم في وجوه المارة
(العبيط أهو)
يعبِّئُون آذاننا بالضحكات
ثلاثين عامًا لم أفكَّ طلسمها
نزعم أن الأعياد تخلت عن بهجتها
وأن الملابس الجديدة زهدت مضاجعنا
وصارت الأعياد حكرًا على الصغار
أتى من الخلف طفل ووضع على رأسي طُرطورًا
ورفعه بسرعة فكشف غطاء القلب
واندلقت مني الذكريات
فجأة مرت في صحراء العمر قافلة
في إثرها نما مرعى
ليالي العيد
زبد الصابون يكسوني
أرق الأسرة
كعكات جدتي
صباحات
تمرات أبي الثلاث
قبلة على الخد بأريج خمس خمسات
قبلة على اليد بعبق المسك
جلباب أبيض يشف عمّا يطمئن جيوبنا
عباءة أمي المطرزة
كحل عيونها
رائحة الفانيلا
أكواب الشاي بالحليب
أيادٍ ممدوة للأعمام
طير موشوم على جبين جدتي يرفرف على القلوب
أوراق الحلوى
السكر المطحون
مهلبية ملونة
عملات جديدة
الأطفال على العربة أشاروا لي
(العبيط أهو)
فككت الآن طلسمها
هذا هو الذي يومًا تخلى عن مباهجها







