نعيم قاسم: استهداف منزل نتنياهو كان مقصودا ويعتبر إنجازا استخباريا وعمليا

قال أمين عام “حزب الله” اللبناني نعيم قاسم إن استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الحرب الأخيرة “كان إنجازا استخباريا”.
وأوضح قاسم في مقابلة خاصة مع قناة “المنار” قائلا: “أحد الإخوة في الميدان كان معه الخارطة ويعرف التوزيعات، فأخبر مسؤوله قائلا: ‘إذا كان عندكم فكرة لضرب هذا المكان فأنا قادر أن أعدّ الإحداثية الدقيقة من أجل ضربه،الأخ أخذ الإذن ونفّذ الضربة، وكان موفقا؛ هذا الأخ قدر أن يركّب الإحداثية بطريقة صحيحة. ومثل هذا كثير، لأنَّ المُدرِّبين من الإخوة يملكون خبرات عالية، ودليل ذلك أن كل الأماكن التي استهدفوها وأرادوا إصابتها أصابوها”.
وأشار قاسم إلى أن هذه “الضربة كانت مقصودة، إما لإصابة نتنياهو أو لإصابة منزله. نفس الاستهداف كان موجَّها للمنزل ككل وليس لغرفة النوم تحديدا، وكان هذا إنجازا استخباريا وعمليا، إذ تحققت الإصابة في المكان المستهدف”.
وبين أمين عام “حزب الله” أن “قصف تل أبيب تم بناء على قرار سياسي”، موضحا أنه “كان هناك انضباط كبير من قيادة المقاومة والهدف إيلام الاسرائيلي وكان يمكن أن يستمر لو استمرت الحرب”.
وفي ما يلي، أبرز ما جاء في حوار تصريحات نعيم قاسم، خلال الحوار الخاص مع قناة المنار:
– حزب الله مشروع استراتيجي له علاقة بالرؤية وله علاقة بمعالجة قضايا الناس والمواقف من كل ما يتحداهم ويتصدى لهم.. نحن جماعة نلتزم بالإسلام المحمدي الأصيل والالتزام بالإسلام يعني أن يكون الإنسان قد اختار منهجا لحياته هذا المنهج هو بالحقيقة منهج إيماني فكري ثقافي عملي سلوكي سياسي اجتماعي.. إذا أراد أن يعرف أحد منهج حزب الله كيف يمكن أن يطبق فلينظر إلى تجربة النبي محمد.. نحن اخترنا الإسلام كمنهج حياة، فإذا حزب الله هو الذي اختار الإسلام منهج حياته.
– عندما نواجه تحديات معينة على المستويات الاجتماعية أو الاقتصادية أو الأخلاقية أو التربوية او على مستوى الاعتداءات واغتصاب الأرض والعدوان ومن ورائه هناك موقف يجب أن نأخذه.. عندما تأسس حزب الله على منهج الإسلام وعمل على أساس تبني مشروع المقاومة فإن كل المنضوين تحت هذا الاتجاه لديهم استعداد لأقصى التضحيات.
– نحن لا نتعب ومن غير الطبيعي أن يذهب الإنسان بسبب التعب إلى الاستسلام أو إلى الانهيار أو أن يغير مبادئه تحت عنوان ملذات آنية عادية عابرة.. المنتمون إلى هذه المسيرة في حزب الله والمقاومة صلبون مستمرون سواء المنظمين أو المؤيدين أو الذين يسيرون بهذا الاتجاه بشكل عام وهنا جماعة يتحملون كل التحديات ويتجوّهرون أكثر.
– صحيحٌ أني استشهادي، لكن كل من في الحزب استشهاديون؛ من الذي يجلس على خط التماس الأول إلى العائلات التي تُربّي وتتحمّل الصعاب، كلهم استشهاديون، وأنا واحد من هؤلاء الاستشهاديين.. هذا الخط يصنع الاستشهاديين وبالحقيقة لا يضمّ فيه ولا يبقى فيه إلا من يريد أن يكون استشهاديا وكلمة “استشهادي” تعني القبول باقتحام الصعاب من أجل تحقيق الفكرة ولا يهاب الموت.
– لم أكن أتوقع أن نخسر الأمين العام الثاني بهذه الفترة الوجيزة وبالطريقة التي حصلت ولم أكن أتوقع ذلك وقلت: شهرت للحظات أن حياتي انقلبت وطريقة متابعاتي بدأت تتغير.. ليس فردا واحدا هو الذي يصنع حزب الله أو لا يصنعه هذا الحزب إذا لم يكن معه أناس يساعدونه ويعملون معه ويقومون بوظائفه فلا يستطيع فرد واحد أن ينجز.
– رفضت مغادرة لبنان إلى إيران خلال العدوان الإسرائيلي لأن لا إمكانية لأي شخص أن يقود إلا من الميدان إضافة إلى أن بقائي التزام ديني وأخلاقي.
– لم أشعر يوما أنني كنت وحيدا، ولم أكن كذلك، كنا نتشاور مع الإخوان، ومع أعضاء مجلس الشورى، ونتخذ القرارات بناء على رأي جماعي، كما كنا نتشاور مع القيادات العسكرية، نعطي الأوامر ونستمع إلى الاقتراحات.. إنجازات معركة “أولي البأس” (الحرب الأخيرة مع إسرائيل) هي إنجازات الحزب ككل والمقاومة جمعاء، وليست إنجازات فرد واحد؛ فكل هؤلاء الأفراد يؤدون مهامهم بتكامل ومسؤولية.. ليس صحيحا أن الإيرانيين هم من أداروا المعركة.
– “حزب الله” كان يدير المعركة بقيادته وقياداته، وبقرار من الشورى، وبمتابعة من المجاهدين والمجاهدات وكل العاملين.. المرشد الإيراني علي الخامنئي قدّم كل أشكال الدعم، وكان يتابع مجريات المعركة ونتائجها ومستوى الحاجات المطلوبة بشكل تفصيلي.
– كنا نضرب تل أبيب بين حين وآخر، وقبل وقف إطلاق النار تم اتخاذ القرار كجزء من الإيلام الذي قد يُسرّع موضوع الاتفاق على وقف إطلاق النار،الاستهداف كان بناءً على قرار سياسي وليس مجرد عمل ميداني، حتى أن القيادة العسكرية كانت على علم بالمستوى العالي جدًا من الانضباط والالتزام.
– الضربة التي حصلت في 23 سبتمبر (2024) قبل شهادة شهيد الأمة (يقصد أمين عام “حزب الله” الراحل حسن نصر الله) بأربعة أيام والتي بلغت في مجملها 1,600 غارة وارتقى فيها 550 شهيدا، كانت ضربة مؤثرة جدًا. ولما طالَت الضربات قيادات العدو أيضًا، لعب ذلك دورًا في تقليل قدرته وإنقاص جهوزيّته.
– عندما بدأنا بمتابعة المعركة كنا نعمل بقدرة أقل من القدرة الأولى، وكنا نعتمد على معطيات نرتّب من خلالها الأثر والنتائج. وكنا ننظر إلى أنه إذا تصرفنا بوحشية فسيكون العدو أعنف، وسندفع ثمناً باهظا؛ لذلك كنا محافظين على الدقة.
– حافظنا على استهداف الأهداف العسكرية فقط ومراعاة ظروفنا الموجودة وتقديرنا السياسي لما يجدي وهذه نتيجة تقدير وقدرة والمسألة كلها تتعلق بكيفية إدارة المعركة بحيث نضمن أطول فترة ممكنة من المواجهة.
– نحن في النهاية عملنا ما نقدر عليه وبتقديرنا أن هذا هو الممكن والذي ينظر من خارج الميدان يختلف عن الذي يدير الميدان والذي يعتقد أن ما فعلناه هو ما يجب أن نفعله وما نقدر عليه.







