قبس من نور… بقلم د.أحمد شديفات

بسم الله الرحمن الرحيم
“… سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ …”
درج كثير من الناس هذه الأيام ألا يلتمس لأخيه “عُذْرًا أَوْ نُذْرًا”6 المرسلات
وإنما الطلقة في فوهة البندقية حتى يرديه قتيلا أو جريحا طريحا ،
والبعض الأخر نصب من نفسه قاضيا يصدر الأحكام دون بينة على كل من يخالفه بعقوبة الشنق أو رميا بالرصاص أو الإعدام أو ضربة سياف،
والبعض الآخر لا يكتفي أن يكون إنسانا متواضعا كغيره من البشر وإنما يعد نفسه الحاكم بأمر الله أحكامه مطلقة على الكافة في المغرب يحكم على أهل المشرق بالكفر والزندقة فيما لا يعنيه،
والبعض بلغ به الجهل مبلغه حتى أعمى قلبه وطمس عقله وختم على قلبه ولم يعد يرى إلا ما يراه له الآخرين بمعنى ضيق الأفق يرسل ولا يستقبل من أحد إلا من الجهة الممولة،
“وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ” 206 البقرة
والبعض جعل لنفسه متنفسا ورحلة في التلاعب بالدين بالطبل والتزمير والمكاء والتصدية والهَزّ والأَزّ خليط رجالا ونساء وأطفالا تعلى به الزغاريد وتقديس المخلوقين بغض النظر من يكون خاصة ممن لا يعرف له أصلا أو فصلا-
“أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ”3 الزمر
والبعض فعلا يتمسح ويتلذذ بالطلب من مثله من البشر الذي لا يستطيع لنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضررا
والبعض أصلا خبيث مهمته الإفساد والتكذيب “كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ “16 الحشر
والبعض لا يعجبه العجب شصي عقله مفتول بدل ما يمشي على اليمين يمشي في مسرب اليسار ويطير وهكذا فكل العالم لا يقنعه أن هذا ظالم وقاتل قتلى ومع ذلك يقف لجانبه ويؤيده ويقول الحق على المظلوم وإلا ما حصل إلي حصل،
“خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ”7 البقرة
والبعض صفاته المعاندة والمخالفة وحب الظهور حتى يشار له بالبنان فهو إنسان غير سوي كالمنافقين مذبذبين لا هو معروف مع هؤلاء ولا إلى هؤلاء ينسب؟
“مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا” 143 النساء
وليس من العدالة الربانية جعل الناس أمة واحدة وإنما أنعم عليهم بالعقول وتفاوت الأحكام والأقيسة وكل معجب برأيه حتى ولو كان على ضلالة وفي الأخير أولوا الألباب المهديين من رب العالمين وسلامة فطرتهم يتبعون ما أنزل اليهم من كتاب الله وسنة نبيه…
الحديث تركتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما : كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ”
هؤلاء المذكورين أعلاه يروجون لبضاعتهم بالباطل والتزوير والتزييف ولا يقفون عند حدود الله وإذا نزلتم بساحتهم ” سلقوكم بألسنة حداد”
والسلقى هي الطعنة تكون تلقاء الوجه مباشرة بألسنة حادة كالشفرة المسمومة القاطعة فهم حريصون كل الحرص على البقاء في وحل أفعالهم وأقوالهم وأحوالهم الخارجة عن منظومة التشريع فلا قيمة لها إذا وزنت بميزان شريعة رب العالمين
ومع هذا كله يبررون ويظهرون حرصهم وخوفهم على الدين ومصالح المسلمين ويريدون استبقاء الأمور تسير في طريق البعد والضلالة عن تعاليم الدين الحنيف جيلا بعد جيل ، وهذا مما يجلب التفرقة والفتن والبغض والحقد والانتصار للنفس والشيطان وتكفير الآخرين والعياذ بالله…







