كتاب وشعراء

أين نجلس بعد الآن… محمد زادة

نجلس..
على بعضنا نجلس
على ما بقي منّا نجلس
نفكر بمعركة جديدة
يخرج الأعداء من الأريكة
ومن المزهرية تطلُّ خوذة جندي
ضلَّ الطريق إلى بيته

الأصوات تتضارب
قنّاصٌ لا يفهم لغتنا
يدخّن خلف الستارة
يسحب إصبعه بهدوء
وفي البعيد البعيد
يسقط عامل النظافة

منذ سنين نبحث عن لافتة مكتوب عليها
/ مخرَج /
لنلحق بالسهم
إعتدنا اللحاق بالقطيع حتى وصلنا المجهول
لا نستطيع الخروج
من سيفتح لنا الباب إذا مُتنا

نفكّر ونفكّر
كيف وصلوا بهذه الأعداد
كيف دخلوا علينا من ورق الجدران المنقّط
و هذه القافلة السوداء
كيف مرّت من كتاب التاريخ
إلى غرفة الضيوف

في المطبخ أهمس لزوجتي :
سأجلس معكِ أكثر بعد الحرب
لكنّ ضجيج المجنزرات أعلى صوتي
: سأطلي جدران البيت ( صرختُ)
والغزاة يخرجون
من غرفة المؤن
من صنابير المياه
الغزاة الغزاة
أشعلنا لهم المدفأة
أحرقنا ثيابنا لهم
أكلوا معنا
أعطونا الأمان
وركلوا الكراسي من تحت أقدامنا

والأصدقاء الأصدقاء
تركناهم في الموانئ
يموتون من البرد

***
نجلس …
كالدجاجات على خرائط الحرب نجلس
لا يصغر العالم
لا يسافر الحالم
لا يعود المسافر
لا أحد يحمل حقيبة
والأمهاتُ الأمهات
يحملن أطفالهن ويركضن
تاركين الأساور والخواتم
في قطن الوسائد
وفي حمّالة الصدر
خائفاً من النسيان يختبئُ
مفتاح البيت
***
جلسنا على التاريخ
أكلنا منه حتى التُخمة
وشربنا وسكرنا به
أعدنا الروح للسلاطين وحكّام العهد القديم
أكملنا حروبهم عنهم
كنّا أوفياء لقساوتهم
صرنا أقسى منهم
صرنا نسمّي حامل السلاح بالبطل
و صارت جثث الأمراء تحكمنا

جلسنا على التاريخ
أغلقنا باب الاعتراض
والذين أرادوا أن يسألوا الأمير …
لماذا ؟؟؟؟؟
أرسلناهم إلى الموت
الأميرُ لا يُسئل
الأمير الأمير
بسيفه يجيب على كل الأسئلة

جلسنا كاليتامى في المخيّمات
مهزومين خلف الشاشات
نمدح البلاد
البلاد البلاد
التي كتبنا إسمها على الشمس
طردتنا كأعداء
وقتلتنا في أول الحرب .

………….
لا تدوين لهذا العمر
2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى