حوار مع الأديبة المغربية فاطمة البسريني حول مجموعتها القصصية “الآتون” نجاح الدروبي
 
						حوار مع الأديبة المغربية فاطمة البسريني حول مجموعتها القصصية “الآتون”
نجاح الدروبي
كاتبة وشاعرة مغربية متميزة في أفق الإبداع، حيث حرصت بامتياز على تقديم جوانب تجديدية وتحديثية في عالم القصة، ومن هنا كان لنا معها الحوار الآتي:
*مَنْ هي فاطمة البسريني؟
فاطمة البسريني محامية في هيئة المحامين بمدينة مكناس ـ المغرب.
-من مواليد الدار الحمراء بتاريخ 1958.
-حاصلة على ليسانس في الحقوق- شعبة القانون الخاص.
-حاصلة على الليسانس في اللغة العربية وآدابها – شعبة أدب عربي.
-دارسة للقانون المقارن.
-دارسة للنقد الحديث “دراسات عليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس”.
-كاتبة في أصناف أدبية عربية عدَّة.. منها:
-القصة، والقصة القصيرة، والقصيرة جداً، والرواية.
-المقال الأدبي والاجتماعي والخاطرة، والقصيدة النثرية.
-تمَّ تكريمها من منتديات عدَّة آخرها جمعيَّة المحامين الشباب في مكناس.
1-الإصدارات في القاهرة وبلدان عربية أخرى:
-ثلاث مجموعات قصصيَّة:
-“أنا لست امرأة”، الحاصلة على المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة المُنظَّمة في القاهرة بمصر،
و”الآتون”، و”الروح المجرمة”.
-ديوان شعري في قصيدة النثر بعنوان: “أكفر بالصمت”، وكلها صادرة عن دار همسة للنشر
والتوزيع في القاهرة بمصر.
-شاركت في مسابقات المهرجان الدولي للآداب والفنون بالقاهرة، وحصلت على المرتبة الثالثة سنة 2020، والمرتبة الخامسة سنة 2021.
-مشاركة وناشرة في أجزاء عدَّة بالموسوعة الحديثة للشعراء والأدباء العرب برئاسة الدكتور محمد ضباشة في القاهرة بمصر.
-عضو مجلة أمارجي السومرية، وكاتبة بها بالعراق.
-مشتركة في كتاب الخاطرة بعنوان: “نيكتوفيليا، أوصديق الليل” في الجزائر.
-مشتركة بالديوان الشعري الثاني: “الفصول الأربعة” في الاتحاد العام للمثقفين والأدباء العرب بالأردن.
-كاتبة في جريدة العدد الأوَّل بالقاهرة في مصر.
-مشتركة في منتديات عدَّة ومجلات إلكترونيَّة على جوجل والفيس بوك.. منها: مجلة “كالينا، والرواق، والفيحاء”.
2- الإصدارات في المغرب:
-مجموعة قصصيَّة بعنوان: “أكتب داخل رأسي”.
-ديوان مشترك الجزء 1 و2 بعنوان: “شدو في الحب والحياة”.
-كتاب مشترك في القصة القصيرة بعنوان: “حديث الليالي الباردة” عن جامعة المبدعين المغاربة.
-مُحرِّرة وكاتبة لمواضيع عدَّة ولقصص قصيرة في مجلة السفير المكناسي بمكناس.
-مُحرِّرة وناشرة لمقالات وقصص قصيرة وقصائد شعرية متفرِّقة في جريدة العلم، وكذلك جريدة الاتحاد الاشتراكي والبيان الثقافي.
-مازال أكثر من أربعة دواويين شعرية، وخواطر، ومجموعات قصصيَّة تنتظر الطبع والنشر.
 -ساهمت كفاعلة جمعويَّة في جمعيَّات عدَّة.. منها:
-منتمية لرابطة الشعراء في المغرب منذ سنة 1979.
-جمعية حماية الأسرة المغربيَّة.
-منظمة المرأة الاستقلالية.
-منظمة حماية الطفولة، وغيرها من منتديات ثقافيَّة تُعنى بدور الشباب في مكناس ومدن مغربيَّة عدَّة.
-حالياً عضو جمعية عبق الخريف للثقافة والإبداع في مكناس.
*مَنْ هم الآتون؟
**هم من سيأتون.. يعني: الأجيال القادمة، أو الأشخاص القادمون إلى هذه الحياة مستقبلاً، خاصة مع ما ينويه الذكاء الاصطناعي بفعله بنا كأشخاص طبيعيين.
*أسلوبك القصصي في مجموعة “الآتون” ليس سهلاً أبداً، وهو يضعني في جو سريالي قريب من الطلاسم، بحيث أحتاج للكاتبة لإيضاح ماوراء الكلمات، فجوّ القصص يتراوح ما بين الصحو والنوم.. الوجود واللا وجود، هل ما أقوله صحيحاً؟
**فعلاً.. إنني مع شخصيات قصصي القصيرة أقصد أن آخذ القارئ الذكي، المستبصر معي إلى ذلك الجو السريالي القريب من الطلاسم البعيد عن المعيش اليومي والمتداول، وأحاول من خلال كلماتها ومعانيها التحليق به في عالم لا يعرفه أحد عن جهل، أو يتجاهله أغلب الناس عن عمد.
على أية حال كلٌّ يتعلَّق بمشاعره ونظرته إلى الأمور، فبنظرة واحدة كل شيء يتغيَّر.. نظرة ولا شيء مثلما كان من قبل. ذرات، غير مرئيَّة، تتصل مع بعضها البعض وتترك آثارا غير مفهومة أبداً، وقد تكون حياة تخرج من عمق سحيق.. من نظرة.
بالنسبة لي هذا ليس غامضاً أبداً، ففي مجموعتي القصصية “الآتون” كل أحداثها تُظهر للقارئ أننا نعيش في عالم غريب.. غامض، بل مخيف، ما يجعلها في رأيه وكأنه كابوس، بين الحياة والموت، أو بين اليقظة والنوم أو ما بين الصحو والنوم، الوجود أو اللاوجود، كما ورد على لسانك في سؤالك أعلاه، لكن بالقليل من التعمُّق والتأمُّل في معانيها ستجدين أنَّ السرد القصصي لا يعدو أن يكون وصفاً دقيقاً للواقع المرِّ الذي نعيشه، ومع ذلك نضطر أن نصمت أمام هول هزيمتنا أمامه.
وإذا تصفَّحنا القصة القصيرة المقتطفة من المجموعة القصصية “الآتون” سنجد أنها الدليل الواضح على ما سبق.
في مجتمعاتنا هناك من سيأتون، أو كما جاء في عنوان القصة “الآتون” أليست صورة مطابقة لما يحدث في الشارع المغربي، الذي حاول فيه الجميع التحرُّر من وحشية الواقع وسواده وظلامه، والذي يواكب خطواتنا ويسبر معنا جنباً إلى جنب ويمسُّنا بشكل أو بآخر .
قد يبدو للبعض أنَّ الأمر انتهى، وأنَّ تلك طفرة من الطفرات التي تحدث في تاريخ البشرية، لكنهم مخطئون  فدون تحرُّر من قبضة الاستعمار، كيفما كان نوعه، ولا أدلُّ على ذلك ما يقع في صحرائنا المغربية وفي فلسطين والقدس وغزة على الأخص نتيجة الكراهية والحقد الكبير ، فإننا سنظلُّ نحيا في ظلام مستمر ونقمة مجتمعاتنا وتخلفها المقصود أو غير المقصود.
*القارئ لقصصك يشعر بأنك خرقت عناصر القصة التقليدية وأتيت بقصة حديثة، ما ردُّك؟
**أنت نبشت حلمي أن أحظى كأديبة بمثل رؤيتك أو الرؤيا لأنه بالنسبة لي يصحُّ الوجهان.
علماً أنه لن يتأتَّى لي ذلك إلا إذا مزَّقت هلاهيل الحياة اليومية التي نعيشها، وقمت بتعرية مشاعر مخفيَّة في أعماق أفراد مجتمعنا ومخبَّأة طويلاً داخل صدر كلِّ واحد منَّا.
صدِّقيني بأنَّ كل فرد على وجه هذه الأرض يعاني وحده في صمت ولا مبالاة وتجاوز وإنكار، ما يصمت عنه من مشاعر متضاربة من خوف وعذاب.. الكل يتألم ويقاسي ألواناً من الهوان النفسي، المعنوي  والجسدي أيضاً، مُحاولاً تغطيتها بطريقة ما جهلاً، أو تهاوناً، أو كسلاً، أو غباءً.. كما أن تلك الهلاهيل -كما  سبق الذكر- هي من الصلابة والبؤس والالتصاق بالعقول البشرية  كما لو أنها قُدَّت من الحديد أو الحجر. نحن أناس نبتلع الأكاذيب دفعة واحدة، ونشرب الحقائق جرعة بعد جرعة لأنها مُرَّة في أفواهنا. كما لا يُمكن لنا الاطِّلاع على أوَّل صفحات دفتر مستقبلنا ونحن مازلنا نتصفَّح أوراق الماضي باستمرار؛ لذلك فأنا أدعو دائماً إلى أن نحبَّ الحياة بدلاً من أن نحبَّ معناها فقط من خلال شخصيات مجموعتي القصصية.. ودائماً ما كانت العودة إلى الماضي تعني لي الموت لكلماتي ولشخوص قصصي أيضاً، بينما بأسلوبي أحاول أن أبعثها من الرماد وأخلقها من جديد بعد أن تفتح عينيها على حقائق الحياة المدمّرة.
وأكاد أجزم أنَّ هذا الشعور هو ما جعلك تعتقدين أنني خرقت عناصر القصة القصيرة.
لكن لا، حاولت في كتابتي للقصة القصيرة، دائماً أن التزم بعناصرها وأحافظ عليها كلها، ولو بأسلوبي الفانتازي، السوداوي، فكل قصصي تقريباً تعتمد “مقدمة، وعقدة، وحواراً، وحبكة قصصية، وخاتمة”.
لكن يبقى التجديد والتحديث السمة الرئيسة الملازمة لكتابتي القصصية، التي هي غالباً ما تكون بسيطة ومأخوذة من واقع الحياة حولنا.
وقد سبق أن وضَّحت هذا في منابر عدَّة، فنحن الكتَّاب يلزمنا رؤية المشهد الأدبي من خلال نوافذ مغايرة.. جديدة، لفك حصار الواقع المُتكرِّر والمتداول لدرجة نفور الأجيال الصاعدة من القراءة، لا سيَّما أنَّ الضغوط متلاحقة، وهي خطيرة ومداهمة للإبداع بسبب الهواتف النقَّالة وتكرار الموضوعات  وحتى اللغة المستعملة والتي أصبحت مستهلكة وطالتها التفاهة والجهالة ولا تخدم الأدب العربي في شيء.
إنَّ من واجبنا كأدباء أن نثير الأسئلة بدل التقيُّد بالأجوبة فقط، وبالفعل فإنَّ بعض النقَّاد أوضحوا أنَّ القصة القصيرة خضعت للنسق الكلاسيكي لمدة طويلة؛ ولكنها بدأت تأخذ مسارها نحو التجريب والتحديث وأصبحت استكشافاً وخلقاً جديداً، ما جعل مجموعة من الشباب يُطلقون عليها: “طفلة الأدب المشاغبة”.
*أسلوبك الشعري أثَّر تأثيراً كبيراً على قصصك.. هل هذا ما تهدفين إليه أم أتى بشكل غير مباشر؟
**لا.. أنا لم أكن أعرف إلى أن حلَّل النقَّاد قصصي وقصائدي وأخبروني بذلك، فمهنتي كمحامية أخذت وقتي فلم أُركِّز إلا في الإبداع أكثر.
*هل تفكرين بكتابة الرواية البوليسية كأغاثا كريستي؟
**لا.. أبداً لأن مؤسسة البوليس والشرطة لا تثير اهتماماتي الأدبية، فهي بعيدة عن المشاعر والأحاسيس التي نفقدها يوماً بعد يوم بسبب طريقة ممارسة عملها.
 
					 
					 
					





 
					
				
