كتاب وشعراء
من الجرح إلى الملح …زكريا شيخ أحمد

أفتحُ نافذةً في جلدي
و أدخلُ إلى الليل
كأنني آخر من تذكّرَ
أن الألمَ بابٌ لا يُغلق .
كان الجرحُ ينامُ في صدري
مثلَ طفلٍ يرضعُ من الضوء.
كنتُ أخافُ عليه من النسيان
فذررتُ عليه قليلاً من الملح
ليتعلمَ البقاء.
الملحُ لا يميت
هو يحرسُ الجسدَ من العفن
كما يحرسُ البحرُ موتاه من النسيان.
حين كتبتُ …
سالَ دمي في السطر
فأدركتُ أن اللغةَ ليست حروفاً
بل طعمُ الملحِ في فمِ الجرح.
كلُّ كلمةٍ كانت تلسعني
ثم تبرق
ثم تغيب
كأنَّ المعنى لا يولدُ إلا محترقاً .
أنا الذي مشيتُ على الماءِ
و ما غرقتُ
لأنني كنتُ مملّحاً بما يكفي من الخسارات.
من الجرح إلى الملح
يمرّ الإنسانُ ليتطهّر من نفسه
كما يمرّ الضوءُ في العتمة
ليعرفَ أنه نور.
و حين انتهيتُ من الكتابة
لم أجد يدي
وجدت ندبةً تشبهُ نجمة
و رائحةَ بحرٍ
تعرفُ اسمي.
زكريا شيخ أحمد







