حفيدةُتحتضنُ جدها / بقلم المبدعة دوما /ميمونة العزي / اليمن

:
إلى جدي،
إلى رجل أشتاق لهُ ولم أحتضنهُ يومًا،
أتدري ياجدي؟!
نشتاقُ لك بحجم السماء،
وتمر أيامٍ أتمنى فيها لوكنت موجود، لألجئ إليك، كنت سأهرعُ إليك، لترشُدَني إلى الصواب بحكمتك، لتخفف عني بعضًا من الأثقال التي تُتعبني،
لوكُنت موجودًا كنت سأكتفي بالنظر إلى عينيك الزرقاويتين لأستريح،
ياحبيب قلب أبي،
لا أدري هل كانت الحياة أمآن يومًا لأنك كنت فيها؟
أعلمُ أنك كُنت أمانًا أينما حلت خُطاك،
جدي ذات العينين الزرقاويتين، الذان يحملان فيهما كل معاني السلام والطمأنينة،
جدي الذي رحل حتى قبل أن يشيخ،
رحلت ولم أراك بهيئتكِ الحسناء، ورأسُك مشتعلُ بالشيب، وقد رقّ عظمُكَ وانحنى ظهرُكَ،
تمنيت لو رأيتك لأكون مسندك، وعصاك، ومتكأك،
ولكن العبرة ليست بطول العمر بل بحسن العمل،
ياجدي إني أُقرِؤك السلام،
وأخبرك أن هديتك الذي أهديتنا إياها بخير،
وهو أبي..
أشكرك ياجدي على تلك النعمة الذي وهبتها لنا،
وتُخبرُك حفيدتُك أنها تتذكرك حتى وإن نساك الجميع،
وتدعوا لك حتى في سجودها،
وتشتاق لك كلما نظرت في وجهِ أبيها،
ولكن ياحبيب قلب حفيدتُك، الملتقى سيكون في الجنة إن شاءلله،
إلى ذلك الوقت أستودعتُ روحك الطاهرة أمانةً عند رب السماء إلى أن ألتقيك.
*حفيدتُك المشتاقة لك،*
*||ميمونةالعزي. / اليمن 🇾🇪||*







