كتاب وشعراء

في تلك الليلة خرجنا من جحرنا ..د.سرجون فايز كرم / لبنان

في تلك الليلة خرجنا من جحرنا،
كنّا فأرين مرتجفين قلقًا،
يقول الواحد منّا لصاحبه:
لا تحزن أنا معك،
وسأروي قصّتنا حتى لو خنتني
وتركتني أموت في سبيل ما لا يردّ الحياة الى أحد ما يستحقها،
ملقيٍّ في هذه السهوب المحروقة
كوجه بشري خرج من هيروشيما ونظر في المرآة
ووضع قواعد جديدة لمعنى الجمال:
أن تكون أعمى،
أن تكون مقطع الأصابع والاوصال،
أن تكون مخلّعا لأنك مولود في أرض ممتدة من الماء الى الماء تلتهمها النار.
من يشدّ الفلسطينيّ من شعره ليرى إن ما زال يتنفّس الهواء نفسه الذي يستنشقه العالم؟
أو ليصرخ بالمؤلّفة قلوبهم: من يعيد إليه الحياة؟
من يدلّه على بيته وسط الركام غير “صهصلة” المأساة وهي تذكره بأطفاله القتلى؟
من يصنع من جلده فراشًا تنام عليه الديمقراطيّة – النفاق.

إنّها اللعنة بكلّ تفاصيلها
أن تذهب إلى الحياة وتجد من تريد قد سبقك الى الموت.
أن تذهب الى الموت وتجده سبقك الى الصلاة،
أن تذهب الى الصلاة وتجده سبقك الى الرجاء،
أن تذهب الى الرجاء ولا شيء هناك سوى الموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى