حفريات في جسد الفكرة… زكية المرموق / المغرب

حينما خلق الله الإنسان
وأنزله من السماء
أهداه المنجل
من يومها وهو يحرث الأرض
وامرأته
كل شق في التربة وعد
وكل يد سرير وسقف
لكن حينما جاء غريب
من يسار الفكرة
يحمل مطرقة في اليد
وظل يحفر في جسد الأمس
والغد
مثل أركولوجي أعمى
وقال بثقة الأنبياء:
انا أفكر إذن أنا موجود”
اختل التوازن
تشابكت أفكاره مثل خيوط السدى
واحتلت الميتافزيقا رأسه
مثل قمل ينهشه ليل نهار
من يومها هجره النوم
وأصبح يمشي على الطرقات
مثل المجانين
لايأويه سؤال
ولا جواب
أيها الكائن المربوط بين الشك
واليقين
ليس كل من يفكر حيا
الأفكار نارك
وأنت الحطب
يا لمحنتك أيها المشاء
كل ما عرفته للآن لا يدلك على شيء
والعالم لم يفتح لك بعد دفاتره
أنت الذي شخت بين النظريات
والفرضيات
ها أنت تدور حولك مثل رحى في صحراء
كلما حاولت الخروج منك
أصبت بالعمى
أنت الذي أحرقت السفن وراءك
كي تهرب من ظلك
ظلك الذي تركته ينبح في الخلاء
ولاقوافل ستمر
النهاية تلوح
ولم تتخلص بعد منك
والطريق طريدة
وصياد
وأنت بعد مازلت لم تغادر أسئلتك
فاحفر فيك
احفر جيدا
حتى تصل اليك او إليه
سيان
ربما بعد موتك صحوت من أوهامك
وعرفت أن الذي كنت تناديه
كان يناديك
وأنك لم تعرفك
وإنما عرفته
زكية المرموق
المغرب







