أغمض كي أرى …زكريا شيخ أحمد / سوريا

كلُّ ما فيَّ يتحرّكُ في الاتجاه الخاطئ .
العقلُ نافذةٌ انكسرَ زجاجُها
و الأفكارُ تمرُّ كطيورٍ لا تعرف فصولَها.
ليس فيَّ سبب
ربما ارتباكُ المعنى حين يكتشف أن لا أحدَ يقرأه.
أقفُ في منتصف نفسي،
أُلوّحُ للسكينة
فتعبرني كما تعبرُ الريحُ من نافذةٍ مفتوحة.
أمشي في داخلي،
كلّ خطوةٍ تفتحُ باباً على فراغٍ أوسع.
الذاكرةُ لا تتذكر ،
تكتفي بأن تضعَ المرآةَ في مكانٍ آخر.
أجرّ خلفي ظلاً لا يشبهني
ربما خرجَ قبلي من الحلم
و لم يجد طريق العودة.
الليلُ يتدلّى من أفكاري
و الوقتُ يذوبُ على شفاهي
ككلمةٍ فقدت معناها ،
لكنها تواصل التنفس.
ربما هذا ما يسمونه الحياة
أن تسيرَ و أنت لا تعرفُ
هل تمشي نحو نفسك
أم تبتعد عنها أكثر .
أصغي لما تبقى مني،
صوتٌ خافتٌ يشبه الحنينَ ربما و هو يتعلم الكلام.
كلّ ما تهشّم فيّ
صار يلمعُ كقطع زجاجٍ في ضوءٍ غامض.
ربما لم أكن أضيع…
كنتُ فقط أبحث عن المسافة
التي تفصل القلب عن اسمه.
الآن أفهم
ليس عليّ أن أجد الطريق،
يكفي أن أكون الريحَ التي تمرُّ عليه
و لا تتركُ سوى فكرة الوجود.
هكذا…
يهدأ التشتت
لا لأنه انتهى و لكن لأنني صرتُ أراهُ من بعيد
كذكرى نجاةٍ لم تحدث.







