مصطفي السعيد يكتب :جيل زد .. نسخة جديدة من الثورات الملونة؟ أم غضب بلا رؤية؟

الكلام عن جيل وأعمار بعينها تشكل شريحة موحدة في الرؤية والغاية والمصلحة مجرد كلام فارغ، فلا يمكن أن يكون العمر أو الجيل جامعا بين أهداف ومصالح مشتركة تضم أبناء المليارديرات وأبناء الشقيانين الفقراء أو الطبقة الوسطى، فكل جيل منقسم، شيوخه وصبيته وشبابه، وفي مصر لم يعد يلتقي أبناء الطبقات المختلفة، لا في مدرسة أو جامعة أو منطقة سكنية أو حتى شوارع، هناك أسوار عالية ارتفعت بين الطبقات والشرائح، بين المدارس والمستشفيات الحكومية، ومنتجعات الأغنياء ومدارسهم وجامعاتهم الدولية. أفلام قديمة فقط يمكن أن نشاهد فيها قصص حب تنشأ بين شاب غني وفتاة فقيرة، تزاملا في الجامعة أو لقاء عام. يمكن تفهم أن الأدوات تتغير، من التليفون الأرضي إلى الموبايل، ومن الأرشيف الورقي إلى الألكتروني، ومن الندوات والمؤتمرات إلى منصات التواصل الألكتروني، لكن الأدوات لا تلغي الإنقسام، ولا تجمع بين الأجيال، لهذا ينبغي دراسة ما أطلقت عليه الميديا مؤخرا “جيل زد” من مواليد سنة كذا إلى سنة كذا .. هل هي نسخة جديدة من الثورات الملونة الزائفة، تطلق شعارات عامة ومطاطة مثل الحرية والكرامة والرمز واللون لتكون بديلا عن البرنامج الثوري والموقف الواضح من القضايا الوطنية والطبقية بالأساس؟ أي هل لها رؤية في توزيع الثروة والسلطة والإستقلال الوطني – هذا هو المعيار الحقيقي لتحديد التوجهات ومعرفة جوهر أي حركة أو حزب سياسي، وليس الأعمار، سواء زد أو إيه أو إتش أو أي حرف تاني أو أعمار تانية.





