كتاب وشعراء

أرنو إلى ما يفعلُ العصفورُ … أيمن معروف/ سوريا

أرنو إلى ما يفعلُ العصفورُ في طيرانِهِ،
وأقولُ إنَّ الشِّعرَ محضُ نقوشِ ما تركتْ إناثُ
الطَّيْرِ وَهْيَ تَفُضُّ أزرقَها على عَجَلٍ
وتمضي باتِّجاهٍ آَخَرٍ

فأُديمُ نَظْرَتِيَ العميقةَ
كيْ أرى أَثَرَ اسْتِدارتِها على طَرَفِ السَّماءِ
فلا أرى شيئاً سوى مادامَ منْ وهمِ التَّصَوُّرِ
عالِقاً في نقطةٍ صفرٍ

كأنَّ الطَّيْرَ قد خَطَّتْ ملامحَهُ
منَ المَمْحُوِّ أَبيضَ غامضاً ومُنَمْنَماً مَسَّتْهُ
كَفُّ الغيمِ فاتَّسَعَتْ إشارات التَّخَيُّلِ وَهْيَ
تَشْكُلُ في علائقِها النّقوشُ البيضُ
فوقَ الرُّقعةِ الزّرقاءِ
تَخْطُفُ غمقةَ الألوانِ

ثُمَّ تمرُّ منْ صفةٍ إلى صفةٍ
وتدخلُ في المجازِ تُطيلُ وقفتَها وتلهو
خارجَ التَّدوين مثل ثلاث غيماتٍ عَبَرْنَ

وكنتُ مضْطَرّاً إلى تفسيرِ هذا القوسِ
يعبرُ في خلالِ الشَّكْلِ أو أبديَّةِ الأشياءِ.

أعبرُ، منْ مدىً لمدىً.
فيربكُني عبوري في محاولةٍ لِمَسِّ الماءِ.

أرمي جانباً بالوحيِ.
أمكثُ في جحيمي خالقاً لغتي.
تُعَلِّمُني إناثُ الطَّيْرِ في تحليقِها تقنيَّةَ العصفور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى