الحضور الطيفي…..قصه قصيره بقلم محمد الصباغ

لم تكن حياته معها هى التجربة الأساسية الطويلة المُدة في حياته كلها ؛ ولكنها كانت التجربة الأكثر حَفراً والأكثر تأثيراً . ولم يكن هو التجربة الأولى في حياتها قبل إفتراقها عنه وإرتباطها بزوجها الجديد ؛ ولكنه أيضاً كان الحياة الأكثر حَفراً في الحياة التي عاشتها بعده ، وقد تأكد كلاهما من وقائع أحداث حياتهما التي أعقبت الحياة المشتركة لهما ؛ أن كل منهما موجوداً بأكثر مما يستطيع إخفائه فيما يصنع ؛ وقد تَعجب كل منهما من أن هذا الأثر الفاعل ؛ لم يتلاشى بالنسيان ؛ ولكنه حاضر بالتذكر وكأن كل منهما قد أصبح ” جِين ” إضافي من جِينات وجوده ومن جينات وجود الآخر ؛ وأنه الجِين الحاكم لكل ما يفعل .
لفترة أصبحت محاولة نِسيانها بالنسبة له ؛ هدفاً يعيش له ، فقد كان حُضورها ” يَكٌرِف” كل علاقة له بأنثى أخرى ، وكان طَعمُها هو الغالب في َوَجباته كلها وكان رائحة عَرقها المُغطى برائحة ما كانت تضع من عُطور ؛ حاضراً بلطف وكان غير مختفياً وسط ما كانت تضع من عِطر وكان يملأ أنفه ؛ حين كان يتشمم رائحة أي أنثى مُصاحبة له .
وعندما يأس من محاولات نِسيانها ؛ استسلم لحضورها الطيفي الحاضر واستسلم لمشاركة طَيفها في عِلاقاته الأنثوية وأصبحت عِلاقاته في الشكل الذي إستسلم إليه : علاقة ثلاثية ؛ هو وهى والأنثى الأخرى .
كانت أعظم آثارها فيه ؛ أنه كلما تذكرها : تفَتحت فيه “زَهرة الشَهوة ” وتماسكت قُدرته حتى الإنتصاب الصَلب ؛ فيظل بفضل تذكرها موجوداَ في عالم الذكورة وإشباع ورداته ؛ بما يجَعلها مُستمرة في النضارة على قيد الحياة .
ولما كان حُضورها الطَيفي شريكاً حاضراً ؛ في كل علاقاته الأنثوية بعدها وكانت ” إستحلاماته كلها معها هى ؛ كما كان مجونه كله فيما سبق معها ؛ وكان يداعبها بأنها ” شهوة روحة ” لم يكن يمل الجنس معها حين كان يرافقها بدون زواج وحين كان زواجهما القصير الذي فضاه معاً حتى لا يقتل أحدهما الآخر من كثافة حضوره في حياة الآخر ؛ ورغم إبتعادهما ظلت كذلك هى “شهوة روحه” والأتون المنصهر الذي يذيب البرود من خياله ويخلص جسده من كسله ومن تراخيه .
كانت تتجسد في “إحتلامه” ؛ حتى تصير كتلة جسد حاضرة وليست ” طيف خيال” وكانت هذه هى معجزتها الحاضرة وخلودها الدائم في حياته .
أخذ حضورها الطيفي يتعمق ويتجسد أكثر ؛ ليس في مشاركاته الشهوانية التي ترد على خاطره ؛ بل أصبحت وكأنها ” جِِنية ” ت







