السفير فوزي العشماوي يكتب :مشروع القرار الأمريكي .. والروسي

تقدمت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بمشروع قرار لمجلس الأمن يتأسس علي خطة الرئيس ترمب التي تم اقرارها في مؤتمر شرم الشيخ، ويهدف مشروع القرار إلي تثبيت وقف إطلاق النار ونشر قوة أممية تحت إشراف مجلس للسلام يترأسه ترمب، وقد تم إدخال تعديلات مهمة علي المشروع كنتاج لتفاهمات ومفاوضات مع الدول المعنية لضمان تمريره دون فيتو خاصة من روسيا او الصين او كليهما، وقد تضمنت النسخة الثالثة المعدلة من مشروع القرار أفقا لحق تقرير المصير وقيام دولة فلسطينية شريطة حدوث إصلاحات جوهرية في السلطة الفلسطينية، ويتوقع أن يتم التصويت علي مشروع القرار في الأسبوع القادم ..
الدول العربية والإسلامية ( مصر والسعودية والاردن والامارات وقطر وتركيا واندونيسيا وباكستان ) بالاضافة للولايات المتحدة أصدرت بيانا بالأمس يتبني مشروع القرار الأمريكي بإعتباره يمثل مسارا واعدا للسلام والاستقرار ليس فقط بين الفلسطينيين والاسرائيليين بل في المنطقة بكاملها، كما رحبت السلطة الفلسطينية أيضا بالمشروع الامريكي، وهو مايعني رهان هذه الاطراف المعنية والمؤثرة علي الجهد الامريكي وتوجه الرئيس ترمب باعتباره يمثل سابقة في تفهم وقبول أمريكا لمبدأ قيام الدولة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
يذكر أن روسيا قد وزعت من جانبها مشروعا موازيا ومنافسا حول غزة، يكلف الأمين العام للأمم المتحدة ببحث خيارات المهام المناطة بالقوة الأممية ولايذكر شيئا عن مجلس السلام ويؤكد علي إقامة الدولة الفلسطينية، ولكن من الواضح أن الاطراف العربية والاسلامية تنحاز للرؤية ومشروع القرار الأمريكي إنطلاقا من القناعة بأن ترمب هو الوحيد القادر علي ضمان إنصياع إسرائيل، مع سعيها لإحداث تعديلات جوهرية في مشروع القرار تقترب به قدر الامكان من تلبية الحد الادني من المطالب الفلسطينية والعربية والاسلامية خاصة في ظل تلهف ترمب وادارته علي المضي قدما في خطته لإقرار السلام بالمنطقة وإنجاز الاتفاقات الابراهيمية وفي القلب منها التطبيع السعودي – الاسرائيلي الذي تشرطه السعودية بوجود افق جدي لارساء دعائم دولة فلسطينية ..
وبرغم قناعتي الشخصية بوحدة الهدف النهائي بين امريكا واسرائيل، وأن أي مشروع روسي او صيني سيكون أقرب للطموحات الفلسطينية والعربية، إلا أن موازين القوي وتوجهات الدول الفاعلة عربيا واسلاميا بالاضافة بالطبع للاوضاع المزرية التي نعلمها في الجانب الفلسطيني فإن البراجماتية والواقعية تميل نحو مواصلة الرهان علي الجهد الامريكي ( الوحيد القادر علي إسرائيل )، مع ضرورة إستمرار الضغوط من أجل تحسين صياغة وبنود مشروع القرار الامريكب من حهة وكذا رؤية وقناعات ترمب وإدارته حول مستقبل غزة والدولة الفلسطينية والتطبيع والاتفاقات الابراهيمية من جهة اخري، وهو مانري بعض نتائجه وتجلياته سواء في مبادرة ترمب او في مؤتمر شرم الشيخ او التعديلات المتتالية علي مشروع القرار الاممي الأمريكي، وكذا الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي لواشنطن وماستحمله بالنسبة للملف الفلسطيني، وأخيرا اللقاء المرتقب ( ربما الاسبوع القادم ) بين المبعوث الامريكي ويتكوف مع د خليل الحية رئيس حماس ماسيمثل نقلة نوعية مهمة في تواصل الولايات المتحدة مع المقاومة الفلسطينية ..







